رجل لم أعرفه جيدا

لم أعرف العم حمود النصف عن قرب، ولم ألتق به إلا قليلاِ وبالرغم من قلة زياراتي لديوان النصف في الضاحية، الا أن آخر زيارتين كانتا من أجل الالتقاء به وسؤاله عن موضوع محددِ ولكن لسوء الحظ، أخبرت في المرتين بأنه يرقد مريضا في المستشفىِ وعندما زرته في المستشفى لم يتعرف علي بطبيعة الحال ولم أتطفل عليه من ناحيتي بطرح السؤال الذي كان يشغل بالي، ولا بتقديم نفسي لهِِ ورحل عنا بالأمس بعد أن ترك وراءه إرثا يمكن الحديث عنه لفترة طويلة.
إن أصدق ما يمكن ان نؤبن به الفقيد القول انه من القلة التي من الممكن كيل المديح لها والثناء على أعمالها، بدون الحاجة لادعاء معرفتها عن قرب، فقد كان المرحوم، وعلى الرغم من حبه للعمل بصمت، صاحب مواقف وبصمات واضحة على الكثير من المواقف التي تطلبت وجود رجل في مثل مكانته وحنكتهِ وأكاد أجزم بأنه رحل عن هذه الدنيا وهو مرتاح الضمير قرير العين، لأن يده لم تمتد يوما لما ليس له، ولم يطالب قط بأمر لا يحق له، وما أقل من يستحق منا الثناء والترحم عليه من أمثال حمود يوسف النصف.

الارشيف

Back to Top