هل جاء وقت التحرك والعلاج؟

المحافظ هو من كان يسمى بالوالي في كتب التراث، اي من ينوب عن الخليفة، وهو 'القائم مقام' في اللغة التركية، اي من يقوم بمقام الحاكم، او هو حاكم المنطقة، كما هي ترجمة الكلمة من اللغة الانكليزية، وهو بمثابة الرئيس في منطقته!
لدينا في الكويت ست محافظات تشغل ستة مبان كبيرة وواسعة، ويترأس هذه المحافظات ستة محافظين، بينهم عدد من الكفوئين، وبإمرتهم جيش من الموظفين الكبار والهامشيين، اضافة الى الكثير من العسكريين من مختلف الرتب، كما يوجد في خدمة كل محافظة عدد كبير من الآليات وعشرات خطوط الهاتف واجهزة مكتبية باهظة الثمنِ وتحيط بكل محافظة تقريبا حدائق غناء تحتاج لصيانة دورية مكلفة، هذا غير ما تحتاج اليه مباني المحافظات من صيانة عامة تشمل التعديل والهدم والبناء بصورة مستمرة.
وعلى الرغم من كل ما ينفق على هذه المحافظات من اموال طائلة سنويا في صورة رواتب ومصاريف عامة، الا ان لا احد في الدولة، بما في ذلك مجلس الوزراء ومجلس الامة او المحافظون أنفسهم، على علم، ولو بصورة قريبة من الواقع، بحقيقة مهام المحافظ في دولة الكويت وما هي صلاحياتهِ فكل ما اصبحنا نراه من انجازات ووظائف المحافظين يتمثل في نشر صور مقابلاتهم مع سفراء وقناصل مختلف الدول، والقيام بمهام قص اشرطة افتتاح المحلات والمعارض، والمشاركة في توديع واستقبال كبار المسؤولين في المطار، والحضور الى اماكن الحرائق لمراقبة الكيفية التي يتم بها اطفاء حريق ما، وما الى ذلك من الامور الروتينية اليومية الاخرى!.
من الواضح ان هناك طاقات كبيرة تبدو عاطلة، ولا تستفيد الدولة منها بأي شكل، ومن الممكن ان يقوم الكثير من اولئك المحافظين باعمال وخدمات مهمة لو اعطيت لهم صلاحيات واضحةِ ولا اعتقد ان بقاء الوضع على ما هو عليه فيه فائدة او منفعة لأي طرف كان، فهل نرى جهة ما تتحرك لوضع حد لهذا الوضع الشاذ وغير المعقول؟.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top