كيف تصل لما دون الهاوية؟

الشباب عماد الوطنِِ هذه حقيقة معروفة بحكم المنطق والطبيعةِ وليس هناك من عامل يرتبط بتقوية هذا العماد ويحافظ عليه ويرفع من مستواه كالتعليمِ وعلى الرغم من هذه الحقيقة البسيطة والمتعارف عليها تقريبا، الا اننا لا نود أن نقر ونعترف بأن نظام التعليم المتبع في الكويت، على الرغم من كل ما يصرف عليه من مال وما يعطى من وقت واهتمام المسؤولين، ليس بالمستوى المطلوب بتاتا، كما أنه ليس هو التعليم الذي يتوقع منه الوصول بنا الى ما نتمناه من مستوى عال بين أمم الارضِ وجل ما يصبو اليه النظام الحالي هو محو أمية المنتسبين اليهِِ ولا شيء غير ذلكِ فما حققه النظام التعليمي في السنوات الخمسين الماضية لم يزد عن مساعدة طلاب وطالبات المدارس على القراءة والكتابة، مع الاستثناء بطبيعة الحالِ فمقررات ومناهج مدارسنا الحكومية لا يمكن مقارنتها بمقررات بقية مدارس دول العالم المتقدم، ومخرجات جميع فئات التعليم العام خير شاهد على ما نقولِ والمؤلم أنه كان في استطاعتنا فعل شيء ما لتلافي ذلك، ولكننا لم نفعل حفاظا على البعض من عاداتنا البالية والكثير من تقاليدنا السقيمة.
للخروج من هذا المأزق المتمثل بضعف المقررات الذي يؤدي لضعف المخرجات والذي يؤثر بالتالي على مستوى وطريقة التفكير عند الفرد، المواطن والمقيم، فان من المهم نسف كامل المناهج الدراسية العامة، واعادة النظر فيها بشكل جذري والخروج بمقررات ومناهج دراسية تواكب متطلبات العصر، ولا علاقة لها بأحداث تتعلق بسالف العصر.
إن ما يحدث الآن من انشغال بقوانين بالية كمنع الاختلاط، والاصرار على دعم وتشجيع المدارس الدينية، ومنع تدريس اللغة الانكليزية في مراحل دراسية مبكرة، سوف لن يؤدي بنا الا الى النجاح في الوصول، قبل غيرنا، لما دون مستوى الهاوية، أما الهاوية فنحن فيها شئنا أم أبينا، ولكن المصيبة ان الكثيرين منا لا يعرفون ذلك!.
أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top