الرئيس الضرورة وتابعه قفة

دعا طه رمضان، تابع الرئيس العراقي، الرئيس الاميركي جورج بوش، الى خوض مبارزة مع رئيسه صدام، وذلك من أجل انقاذ 'شعبيهما' من ويلات الحرب التي قد تنشب بينهماِ واقترح كذلك ان يقوم نائبا الرئيسين، ديك تشيني وطه رمضان، بدور الشاهدين، وترك مسألة اختيار سلاح المبارزة للرئيسين.
جاءت هذه الدعوة من خلال تلفزيون أبوظبي، والتي نقلت اقتراح طه بدون تعليق واعتبرته كلاما جديا لا يحتمل المزاح.
وهكذا نرى نوعية البشر المساعدين الذين يرتاح الطاغية المستبد لرؤيتهم من حوله.
ذكرني هذا الاقتراح السخيف لصاحبه الأكثر سخافة بتلك النكتة التي انتشرت في بغداد قبل فترة والتي تقول ان الرئيس الضرورة غضب ذات يوم من حالة الترهل والسمنة التي كان عليهما غالبية من يطلق عليهم مجلس الثورة والقيادة القطرية لحزب البعث، فجمعهم وطلب منهم الجري لمسافة عشرة كيلو مترات والعودة الى المكان نفسهِِ وبسبب حبه الشديد لنائبه 'الرفيق' طه ياسين رمضان الجزراوي، وقربه النفسي منه، فقد استثناه من المشاركة في حفلة الجري الشاقة تلك وأشار اليه بطرف عينيه بالبقاء الى جانبهِ ما ان غادر آخر المتسابقين الساحة حتى التفت الرئيس 'الطرورة' الى طه وطلب منه الاكتفاء بالجري الى عند ضوء احمر كان يبدو من مسافة قريبة والعودة الى مكانه.
عاد أعضاء مجلس قيادة الثورة والقيادة القطرية بعد ساعات الى حيث كان الرئيس وهم يلهثون من التعب والارهاق الشديدين، لكن لم يكن هناك أثر للرفيق طه، على الرغم من ان الضوء الاحمر الذي أرسله الرئيس اليه لم يكن بعيدا جدا.
لم يكلف أحد نفسه بالسؤال عن الرفيق الغائب، بسبب عدم اهميته اصلا، ولكن بعد 14 يوما ظهر طه على ابواب بغداد بملابس رثة ولحية غير حليقة، والارهاق باد عليه، وعندما نقلوه لمقابلة الرئيس ليشرح سبب غيابه كل تلك الفترة، قال إنه اتبع تعليمات القائد حرفيا وذهب جريا باتجاه الضوء الأحمر ولكن ما ان اقترب منه حتى تحرك ذلك الضوء فتبعه حتى العاصمة الأردنية عمان، فالضوء لم يكن غير ضوء سيارة ركاب.

الارشيف

Back to Top