قاطع الأرزاق اللندني

أرسل لي صديق كويتي يعيش في لندن منذ فترة طويلة، بعد ان استهوته مقاهيها ومكتباتها وما تقوم بالافراج عنه بين الفترة والاخرى من مكونات ارشيفها السري الضخمِِ ارسل رسالة يتعلق موضوعها بالطرق الحديثة المتبعة في بعض الدول الغربية للتخلص مما تراكم لديها من كم هائل من الاطارات المستعملة، والكيفية التي اتبعتها تلك الدول الواعية للاستفادة منها بطرق مفيدة للبيئةِ فذكر ان بريطانيا مثلا قامت مؤخرا باستعمال تلك الاطارات المستعملة، والضخمة منها بالذات، كمصدات او كاسرات لامواج البحر العاتية، وتم بالفعل تركيبها في ميناء إدجر في اسكتلندا.
اما في الولايات المتحدة، فقد قامت السلطات المحلية في مدينة بالم سبرنغ، بولاية كاليفورنيا، التي تقارب درجات الحرارة فيها ما هو سائد في الكويت في اشهر الصيف، بطحن وتمييع مكونات الاطارات المستعملة وخلطها بمادة الاسفلت ورصف الشوارع بها، بحيث اصبحت الطرق التي تم تعبيدها بهذه المادة المسماة ب rubberized asphalt concrete من اكثر الطرق عمرا، واقلها تعرضا للتلفِ كما ان السير عليها لا يحدث تلك الضوضاء التي عادة ما تصدر عند احتكاك اطارات السيارات بالطرق التقليديةِ وقال الصديق ان علي الكتابة عن هذا الموضوع وتنبيه مسؤولي وزارة الاشغال الى هذا الامر، خاصة ان عدد الاطارات المستعملة في الكويت يبلغ كل عام مئات الآلاف، والعدد في ازدياد مع زيادة وعي سائقي المركبات بضرورة تغيير الاطارات بصورة متسارعة اكثر من ذي قبل.
لا يعلم الصديق الكريم بان ليس لدينا قانون يمنع اعادة تصنيع الاطارات المستعملة واعادة بيعها لاصحاب المركبات، ربما لاكثر من مرة للاطار الواحدِ والاخطر من ذلك ما تقوم بعض الورش غير المرخصة بعمله من اعادة تأهيل الاطارات المستعملة عن طرق تعميق خطوطها، او اخاديدها، بواسطة ادوات بدائية بحيث تبدو كأنها لم تستعمل الا لفترة قصيرة.
ولا يعلم الصديق كذلك بأن تبني اقتراحه هذا يعني خراب الكثير من البيوتِ فهناك عدد من شركات المقاولات المتخصصة في اعمال الطرق، والتي تجني مئات ملايين الدولارات سنويا من قضايا تعبيد الطرق وصيانتها واعادة تأهيلها، وستصاب هذه الشركات حتما بالافلاس متى ما تم تطبيق الطريقة الاميركية في تزفيت الشوارع في الكويتِ كما ان كثيرا من مسؤولي الوزارة ستنقطع ارزاقهم غير المباشرة نتيجة اطالة او مضاعفة عمر تلك الطرق التي لم يتوقف يوما العمل بها وبصيانتها و'الاشراف' عليها منذ ان عرفت الكويت الطرق المعبدة.

ملاحظة:
بالرغم من اننا قمنا بتحقيق طلب صديقنا الكريم والكتابة عن هذا الموضوع المهم والحيوي، الا اننا على ثقة تامة بان احدا سوف لن يلتفت اليه ولو تم تلقيمه لهم بملعقة من ذهب.

الارشيف

Back to Top