أول رسالة للنائب الأول (3/3)

يتكون أسطول ادارة الدوريات من مجموعة من سيارات الصالون و'السوبربان' والدراجات الناريةِ واغلب هذه السيارات والدراجات ذات محركات عادية ومواصفات اقل من عادية ولا تصلح مطلقا لأعمال الدورية، وما يعنيه ذلك من مطاردة وسرعة وكر وفرِ وغني عن القول ان شراء هذه المركبات يتم على اساس الارخص، ولكن ذلك لا يعني التساهل في المواصفات، فعندما توضع مواصفات عالية ويجري التقيد بها، فإن احتمال ترسية المناقصة على صاحب السعر الارخص تصبح أكثر صعوبة، علما بأن الشيء الرخيص عادة ما يكلف أكثر، والعكس صحيحِ كما ان الطريقة التي يتم بها دهان بعض مركبات الدوريات باللون الرمادي القبيح تجعلها تبدو قديمة وبالية، وبالتالي لا يهتم من يقودها كثيرا بالمحافظة عليهاِ ومعروف ان السيارات والدراجات النارية تستعمل من قبل افراد وضباط الشرطة لساعات طويلة يوميا، وهم بالتالي اقدر من غيرهم على معرفة طريقة ادائها وعيوبها، الا ان احدا لا يهتم بسؤال هؤلاء عن تلك الامور الحيوية، والمميتة في كثير من الاحيان، خاصة عندما يتعلق الامر بقوة المحرك او نوعية الفرامل (الكوابح) او نوعية وسنة صنع اطارات تلك المركبات!
وقد وقعت مؤخرا عدة حوادث مرور اثناء عمليات مطاردة سريعة لبعض المجرمين، وقد نتج عن تلك المطاردة فقد عدد من افراد الشرطة لحياتهم نتيجة ارتطام سياراتهم بعوائق في الطريق! وعلى الرغم من مرور اكثر من شهرين على آخر حادث الا ان التقرير الفني عن الاسباب التي كانت وراء وقوعه لم يصدر حتى الآن، وربما لن يصدر ابدا.
ان وضع الدوريات بائس ووضع المرور بشكل عام اكثر بؤسا، والامر يتطلب تدخل النائب الاول لرئيس مجلس الوزراء، الشيخ نواف الاحمد، ليقوم بتشكيل لجنة محايدة للنظر في وضع الكثير من ادارات وزارة الداخليةِ وان يطلب من تلك اللجنة النظر في امكان استبدال قيادات مدنية بالبعض من قيادات ادارات الوزارة من العسكريينِ لقد جربنا هؤلاء العسكريين لأكثر من نصف قرن، وقد آن الوقت للدخول في تجربة جديدة، وهي تجربة يمكن العودة عنها متى ثبت عدم نجاحها، علما بأن الكفاءات المدنية اكثر من متوفرة، فربما ينجح هؤلاء فيما فشل فيه الآخرون.

الارشيف

Back to Top