كيف تقتل المواهب وتدفن

ولد قبل ستين عاما، وحصل على البكالوريوس في الاقتصاد من الجامعة الاميركية في بيروت قبل اربعين عاما تقريبا، وعلى الماجستير من جامعة 'ييل' الاميركية في برامج الادارة المالية قبل اكثر من ربع قرن، ثم عمل خبيرا اقتصاديا لتقييم المشاريع في الصندوق الكويتي للتنمية، ومديرا للقسم نفسه الى ان انتقل للعمل رئىسا لمجلس ادارة احد المصارف المحلية، لينتقل بعدها للعمل لدى البنك الدولي عام 1984 ولتتم ترقيته ليتولى منصب مدير تنفيذي للبنكِ وابتداء من عام 1993 تم انتخابه رئىسا للصندوق الدولي للتنمية الزراعية (ايفاد)، حيث بقي في ذلك المنصب الدولي المهم والمرموق لفترة ثماني سنوات قام الرئىس الايطالي كارلو تشامبي في نهايتها بمنحه وسام الجمهورية الايطالية للاستحقاق، الذي تخص ايطاليا به رجال الدولة البارزين والمسؤولين الدوليين المميزين، وذلك لخدماتهم الجليلة.
بعد فترة من عودته الى الكويت قامت الحكومة بتكليفه بإحياء مشروع وطني وحيوي خطير، نسي في الادراج لسنوات طويلة بالرغم من الحاجة الماسة اليه، ويهدف الى تغيير كامل هياكل الدولة وتعديل مسارها الاقتصادي والتجاري والبشري بصورة شاملة.
بعد اكثر من عام من الدراسة الجادة والمستمرة واقامة عشرات الندوات لمختلف القطاعات الحكومية والاهلية وجمعيات النفع العام للتعريف بالمشروع، وبعد تجميع كم هائل من البيانات والقيام بمختلف عمليات تحليل الارقام والمعلومات، وبعد صرف عشرات ملايين الدنانير، اتخذت الحكومة خطوة مفاجئة تمثلت في تشكيل مجلس تنمية جديد انيطت به كل المهام التي سبق ان كانت مناطة بلجنة تعديل المسار الاقتصادي، حدث ذلك ورئىس اللجنة في مهمة رسمية ولم يصدر حتى اليوم مرسوم بإعفائه من منصبه، ولايزال طاقم اللجنة ورئىسها يعتبرون انفسهم في خدمة المهمة التي تم تكليفهم بها حتى صدور قرار حل لجنتهم، وهم في حالهم تلك كحال 'دون كيخوته' وهو يحارب طواحين الهواء!
انني اتكلم هنا عن الخبير الدولي ورجل المصارف المعروف والاقتصادي الذي استعانت بخبراته مختلف الاجهزة التابعة لمنظمة الامم المتحدة، والذي تناسته، لسبب ما، حكومة بلاده!
واذا كانت نسبة السعادة والفرح عالية عندك وتود تحييدها بقليل من الحزن وبعض من الاسى ونتفة من الاسف، فما عليك سوى استعراض 'خبرات ومؤهلات' نسبة كبيرة من اولئك الذين تم اختيارهم مؤخرا لعضوية مجلس التنمية الجديد، ومقارنتها بخبرات ومؤهلات فوزي السلطان التي ورد ذكرها اعلاه!
***
ملاحظة:
قامت منطقة الرميثية، التي تضم نسبة كبيرة من المتعلمين بانتخاب السيد صلاح خورشيد نائبا عنها عام 99، واختير بعدها وزيرا للتجارةِ ثم عادت المنطقة عام 2003 واختارته نائبا عنها مرة اخرى، ولكن لم تسند اليه اي حقيبة وزارية هذه المرة.
بالرغم من مرور عدة اشهر على انتخاب السيد خورشيد نائبا، فانه لا يزال 'مترفعا' عن الكلام في جلسات المجلسِ كما 'استنكف'، في الوقت نفسه، المشاركة في اي من لجان وانشطة المجلس الاخرىِ وكدت انسى وجوده لولا ورود اسمه ضمن الموقعين على طلب طرح الثقة بوزير المالية الذي قاده النائب مسلم البراك، على خلفية عدد من المواضيع، ومنها مشروع 'ابو فطيرة'، الذي سبق ان نال 'مباركة' النائب خورشيد عندما كان وزيرا للتجارة!
هل هي صحوة، ام غفوة، ام هفوة، ام سخرية من سخريات القدر؟

الارشيف

Back to Top