'المايكروشبس

وافقت إدارة مراقبة المواد الغذائية والادوية الاميركية، ذات النفوذ العظيم، على قيام شركة اميركية بإنتاج وتسويق 'مايكروشبس' بحجم حبة قمح، قابل لأن يوضع او يزرع تحت جلد الانسان للاغراض الطبية، بحيث يمكن تضمينه كامل التاريخ الطبي للشخص وانواع الحساسية التي يشكو منها والادوية التي يتناولهاِ ويمكن قراءة كل ذلك عن طريق تمرير 'سكانر' على منطقة وجود الشبس ليقوم بقراءة المعلومات المدونة عليه، وانقاذ حياته في حالة وقوع حادث له.
كما هو متوقع، فإن لاختراع هذا 'المايكروشبس' العجيب استعمالات عديدة اخرى، وخاصة في مجال الامن، من حيث تحديد اماكن تواجد او هوية اشخاص محددين، او من خلال مراقبة حركة دخول الموظفين وخروجهم في اماكن بالغة السرية كوزارات الدفاع ومحطات توليد الطاقة النووية وبعض السجون.
ويمكن، عن طريق استعمال او زرع هذا الشبس، الاستغناء عن استعمال بصمة الهوية، البطاقة المدنية، جواز السفر او ربطات الرسغ وغيرهاِ وقد قامت جهات محددة بالفعل في اليابان باستعمال هذا 'المايكروشبس' بوضعه في ملابس بعض طلبة المدارس لتحديد اماكن تواجدهم في حال قيام جهة ما بخطفهمِ وهو الامر الذي يمكن تطبيقه في الحروب عند وقوع حالات خطف وتهديد بالقتل.
كما قامت جهات اخرى بوضع هذا 'المايكروشبس' تحت جلد ملايين الحيوانات الاليفة بغية تحديد اماكن تواجدها.
بالرغم من الفوائد العظيمة التي يمكن جنيها من وراء اشاعة استعمال هذا الشبس، فان جماعات الدفاع عن الحقوق المدنية، حقوقنا نحن قبل حقوقهم، وفي بلاد الكفار بالذات، يحذرون من اساءة استعمال هذا الاختراع في حالات كثيرة تتعلق بتحديد هوية المشاركين في اي تجمع او اضراب سلمي مثلا! كما ان استعمال هذا الاختراع يشكل، في نظرهم، تعديا صارخا على الخصوصية الشخصية.
ان استيراد هذا 'المايكروشبس' من قبل اي طرف عملية ليست بالمستحيلة، ويمكن اساءة استغلاله بسهولة، من حيث تعقب اشخاص، او شخصيات محددة، من غير علمهمِ وعلى مشرعينا الانتباه إلى مثل هذه الاختراعات ووضع التشريعات المناسبة لها، بدلا من السكوت، والانصات بتمعن احيانا، لترهات البعض عن برامج التلفزيون وتدخين الشيشة.
***
ملاحظة: نطالب جهاز هيئة الزراعة، المشغول بتحويل الملكيات الزراعية الصغيرة الى كبيرة، بأخذ المبادرة واستيراد عشرة ملايين 'مايكروشبس' من هذا الاختراع وزرعها تحت جلود 'ثروتنا' الحيوانية العظيمة المكونة من نوق وجمال وشياه وتيوس وخراف، والهائمة في صحارى الكويت لتحديد تبعيتها، جنسيتها، اعمارها، امراضها، واماكن تواجدهاِِ علما بأن عددها تم 'استنباطه' من سجلات التعويضات، وهو بعيد جدا عن الدقةِ ولكن يمكن تجاوز ذلك بالطريقة نفسها التي تم فيها تجاوز تكلفة استيراد تلك الاضواء السخيفة وزرعها في مختلف مناطق الكويت دون حسابِِ او عقاب.

الارشيف

Back to Top