كويت الحضارة

عاش آرتين، وهو مواطن لبناني، معظم حياته في الكويتِ وعندما داهمته الامراض في اواخر حياته، كانت مستشفيات الكويت ملاذه الذي وجد فيه الحنان والرحمة اللذين ربما لم يكن ليجدهما في وطنه، هذا دون ان يدفع قرشا واحدا، مقابل كل تلك الطبابة والمنامة والادوية والخدمات الاخرى الثمينة التي حصل عليها في فترات سقمهِ علما بأن آرتين لم يساهم قط في دفع قرش واحد كضرائب لحكومة الكويت وموازنتها.
عندما جاء أجل ارتين وودع اهله الوداع الاخير، طلب منهم، بتوصية لا تحتمل التردد، ان يضم تراب الكويت، التي احبها، رفاته بعد وفاتهِ مراسم دفن آرتين المسيحي الديانة، كانت بسيطة وواضحة كحياته المستقيمة التي عاشهاِ فما ان مات في المستشفى حتى قامت الدولة بإعلام ذويه المكلومين بالطريقة التي عليهم التصرف بها في حال رغبتهم في دفنه في الكويت، وذلك في كل ما يتعلق بمكان التوصية على صناعة النعش، وما عليهم القيام به من اجراءات تتعلق بموافقات الدفن والتصديقات ومراجعات السفارة وغيرها من الجهات الى غير ذلك من تعقيدات ضروريةِ كما قامت الدولة كذلك بترتيب نقل جثمان آرتين، من خلال مركباتها الخاصة، الى الكنيسة المختصة حيث تمت قراءة الصلوات عليه بحضور اهله واصحابه وبقية المعزين، ثم انتقلت المراسم، بالاحترام نفسه، بمركبة الحكومة وعمالها، الى مقبرة المسيحيين في الصليبخات، حيث تم دفن الجثمان في مثواه الاخير.
ان هذا التصرف الحضاري الذي يلقاه عادة كل من يختار ان يدفن في الكويت، يعتبر تصرفا قلما توفره اي دولة في العالمِ وهو امر يستحق الاشادة والشكر من كل مواطن ومقيم يحب الاخرين، ويتمنى الخير لهم.
على عكس هذا السياق، ذكرت بعض الصحف ان بعض غلاة المتدينين والمتخلفين قاموا بإزالة اشجار وهدايا اعياد الكريسماس من مراكز بيعها في احدى المناطق بحجة انها مخالفة للشرع!.
نتمنى ان تقوم هذه الجهات نفسها بمصادرة وحرق ومنع استيراد كل الملابس النسائية والرجالية غير الاسلامية، اضافة الى كل ما لا علاقة له بالشرع كلمبات الاضاءة الحمراء والمفارش المثيرة.
* * *
ملاحظة 1 :
عام 1997 تسببت كميات الطين الضخمة التي تسربت من المسطحات او المساقط التي تحيط بنفق شارع الغزالي، في اغلاق مهارب المياه الموجودة اسفل الشارع وعطلت عمل المضخات عند هطول الامطار.
عام 2004 تكرر سيناريو انسداد مهارب المياه تحت جسر الغزالي للسبب نفسه، دون ان نتعلم! وبالامس فقط، وبعد كارثتين، شرعت الحكومة في تبليط تلك المسطحات لمنع تساقط الطين منها والتسبب في حدوث الكارثة للمرة الثالثة.
من المهم ان نذكر هنا ان سبب كارثة جسر الغزالي تقع في جزء كبير منها، على عاتق هيئة الزراعة التي تقاعست، طوال السنوات العشر الماضية، عن تشجير وزراعة تلك المسطحات الطينية!
* * *
ملاحظة 2 :
ضمن فعاليات 'مهرجان القرين'، حضرت العرض الاستعراضي الاول لفرقة 'إنانا' السورية.
ما شاهدته من عرض جيد ورقص رائع واغان ومعان جميلة فاق تصوري وتوقعي بكثير، فقد مرت ساعة كاملة دون ان اشعر بالملل او بمرور الوقت!

الارشيف

Back to Top