لا يصح إلا الصحيح

انتخب الشعب الفلسطيني، في اول انتخابات رئاسية حرة ونزيهة السيد 'محمود عباس' كأول رئىس له.
وعلى الرغم من كل ما قيل وذكر عن شرعية من سبقه من 'الرؤساء' فإن الحقيقة تبقى ان السيد عباس هو اول رئىس شرعي منتخب.
اما مسألة شرعية رئاسة عرفات فهي محل جدل، حيث ان انتخابه، واعادة انتخابة المرة تلو الاخرى، كانت تتم عن طريق المجلس التشريعي او الوطني الفلسطيني، حيث كانت، ولاتزال منظمة 'فتح'، (منظمة عرفات السابقة)، هي المسيطرة عليه.
وعلى الرغم من الطابع المحافظ الذي يمتاز به الشعب الفلسطيني، وعلى الرغم من تجذر الفكر الديني ضمن مختلف فئاته وطبقاته، وعلى الرغم من قوة قواعد ونفوذ وشعبية التنظيمات الدينية، المسلحة وغير المسلحة، ضمن كوادر الشعب، والتي ما كان لمحمود عباس، او غيره، فرصة الظهور والبروز وبلوغ مبلغ الزعامة فيها لو لم تقم اسرائيل بتصفية غالبية القيادات التاريخية، تلك التنظيمات الاصولية، اقول على الرغم من كل هذا التدين وهذا التشبث بالافكار الدينية، الا ان هذا الشعب، وفي اول تجربة تاريخية سياسية، لم يجد بدا من اتباع النموذج الغربي العلماني في اختيار زعامته.
وهو بهذا يرفض، بشكل واضح، كل طرق الاختيار والانتخاب الاخرى المعتمدة على الغيبيات والانتخابات الفرعية والتعيين بصك همايوني او ما تمثل منها باغتصاب الحكم من على ظهر دبابة او بواسطة سيف!!
ان طريقة الانتخاب الغربية التي تعتمد اساسا على ما تظهره صناديق الانتخاب من نتائج تبقى الطريقة المثلى والوحيدة في الاختيار، على الرغم من كل ما تشكو منه هذه الطريقة ما يشكو منه هذا النظام من مثالب، احب هذا متشددونا المتأسلمون، وقادة الجهاد وحماس، ام كرهوا.
نتمنى ان تكون هذه الانتخابات التي ستتبعها الانتخابات العراقية في نهاية الشهر فاتحة خير على دول المنطقة وشعوبها التي طالما عانت، ولاتزال، من ظلم الدكتاتوريات التي كان لقياداتها 'التاريخية' الدور الاكبر في تخلف هذه الامة.

الارشيف

Back to Top