المناهج التربوية

بعد قضاء فترة 12 عاما في منصب وكيل مساعد لوزارة التربية، وكان في آخرها مسؤولا عن وضع المناهج، ادلى السيد يعقوب الشراح لجريدة 'السياسة' الكويتية (24/1) بتصريحات اقل ما يمكن ان يقال فيها انها غريبة!! فقد ذكر في تلك المقابلة ان للمناهج الدراسية علاقة مؤثرة وواضحة بالعنف وبالمشكلات الكبيرة في المجتمعِ حيث يفترض ان تخلق المناهج في فكر الطالب ثقافة التسامح والمحبة والمودة والتعاون والولاء والمحافظة على البلد والمجتمع!!
ويقول في جانب اخر، ردا على سؤال عما اذا كانت مناهج الوزارة مصبوغة بفكر الاخوان المسلمين، إن علينا ان نبعد عملية التسييس عن المناهج، وان تكون بعيدة عن ايدي وفكرة جماعة او فئة معينةِ وان عملية الصراع على وضع المناهج بدأت منذ عام 1986 بين مؤيدي التوجه الليبرالي وانصار التوجه الديني وبين طوائف اخرى!
ثم يقول انه قام بالفعل بتأسيس المناهج منذ بداية السبعينات وحتى الغزو الغاشم في مطلع التسعينات، وان الصراع على من يسيطر عليها ويوجهها بدأ خلال فترة مسؤوليته!
كعادة غالبية مسؤولينا السابقين، اختار السيد الشراح السلامة من الاذى والنقد، والقى بالمسؤولية، بشكل غامض، على اطراف اخرى لم يحاول تسميتهاِ كما اختار عدم الادلاء برأيه الصريح في الصراع الذي احتدم على سياسة المناهج، إبان فترة مسؤوليته عنها، بين التيارين الليبرالي والديني المتشددِ ولم يذكر دوره او وجهة نظره في ذلك الصراعِ والاهم من ذلك، لم يقل لنا لمن كانت الغلبة في نهاية الامر، على الرغم من اننا نعرف الآن لمن كانت، ولكن بعد فوات الاوانِ كما لم يذكر لنا السيد الوكيل السابق، على الرغم من التقدمية التي ظهر عليها في المقابلة، عما اذا كان قد حاول ايقاف ذلك الصراع، ام انه كان اكبر منه لصدوره من جهات عليا، وانه اختار السكوت حفاظا على مصالحه ربما!
لا ينكر الا مكابر مدى التأثير السلبي لمناهج وزارة التربية في نفوس الناشئةِ والعجيب ان الفترة التي كان فيها السيد الشراح مسؤولا عن المناهج هي الفترة نفسها التي كان فيها غالبية المتهمين باقتراف العمليات الارهابية الاخيرة، في الكويت والخارج، طلابا يافعين في مدارس الحكومة!
***
ملاحظة: خلافا لكل المواثيق والاتفاقيات الدولية وقوانين العمل في الكويت، وتوصيات مجلس الامة، قامت الهيئة العامة للشباب والرياضة باستقدام مجموعة من الصبية الصغار اعمار البعض منهم لا تتجاوز السنوات الخمس بكثير، للمشاركة في 'سباق الهجن' ك'جوكيه'!
ويقال ان الهيئة، وامعانا في تكريم هؤلاء، قامت بترتيب امر منامتهم في جواخير الجمال نفسها التي سيقومون بركوبها! ولم يذكر مصدرنا الموثوق به شيئا عن نوعية الطعام الذي سيقدم لهؤلاء الجوكيهِ نتمنى على وزير الشؤون التحرك لوقف هذا العبث والاستهتار بأرواح اطفال ابرياء.

الارشيف

Back to Top