المشكلة هنا لتبقى

هل لاحظتم وضع حركة مرور المركبات وازدحام الطرقات بشكل غير معقول في الأشهر الأخيرة؟ وهل انتبه الذين عادة ما يقضون الصيف في الكويت كيف أن صيف هذا العام لم تقل فيه أعداد المركبات على الطرقات وقت الذروة عن باقي أشهر السنة، إن لم تصبح أسوأ حالا؟
إن هذا الازدحام يعود بطبيعة الحال الى الزيادة الكبيرة في أعداد المركبات على الطرقات، وبالذات الشحن منهاِ وسبب هذه الزيادة يكمن في الأمور التالية: أولا: عملية تحرير العراق وتواجد قوات الحلفاء فيها وما سبق ذلك وما تبعه من حاجتها إلى مختلف المواد، والكويت كانت مصدرها الأساسيِ الأمر الذي دفع بمختلف الشركات، المحلية والسعودية بالذات، لتوسيع مكاتبها وتأسيس شركات جديدة وجلب عمالة لها، وكل هذا تطلب شراء سيارات جديدة.
ثانيا: الارتفاع الكبير والمطرد في اسعار البترول، وما تبع ذلك، فعليا ونفسيا، من توسع، أهلي وحكومي، في الصرف الحكومي والاستهلاك، وهذا ايضا تطلب جلب أيد عاملة جديدة، وسيارات جديدة.
ثالثا: التوسع الكبير في تأسيس شركات عقارية واستثمارية عملاقة جديدة، وما تبع ذلك من حاجة إلى جلب عمالة ماهرة وغيرها من المستويات الإدارية الأخرى.
رابعا: التوسع الكبير في منح أذون الزيارة العائلية أو التجارية، والتي سمح بتحويلها إلى إقامة سنوية، وهذا زاد من أعداد الوافدين بصورة كبيرة.
يضاف الى كل ذلك مجموعة عوامل ساعدت على تفاقم المشكلة وهي على سبيل المثال ضعف قدرة ادارة المرور، بامكاناتها المتواضعة وقواها العاملة، غير المنضبطة أحيانا، على مواكبة أو مواجهة والتحضير لكل هذا التوسع الكبير في أعداد المركبات على الطرقات، والذي كان مفاجئا للجميع.
فساد وتخلف بلدية الكويت التي سمحت بمستويات بناء عالية من دون الالتفات لتحذيرات الإدارة العامة للمرور بخصوص قدرات الطرق الداخلية على استيعاب كل هذا الكم من مركبات ساكني هذه العمارات التي لم تنص رخص بنائها على وجود مواقف سيارات مناسبة أو كافية.
فشل خطط النقل الجماعي، في المدارس، وورش العمل وغيرها.
توقف وزارة الاشغال عن إنشاء طرقات داخلية جديدة منذ سنوات، والأهم، أو الأمر من كل ذلك، أن هذا الطغيان المروري حدث اثناء انشغال بعض كبار مسؤولي الدولة في تنمية ثروتهم الشخصية على حساب المال العام.
إن مشكلة المرور وجدت لكي تبقى معنا إلى الأبد! ويمكن فقط وقف تدهورها بانشاء طرق جديدة، ولكن هذا ليس حلاِِ فسرعة البناء اكثر تباطؤا من تسارع أعداد المركبات.
فعلى المواطنين والمقيمين التأقلم مع هذا الوضع الذي سيزداد سوءا مع عودة المصطافين.

ملاحظة:
إضافة إلى استغلال جواخير، أو زرائب الماشية الموجودة في منطقة كبد في مشاهدة وعقد المراهنات المحظورة على مصارعات الكلاب، وهي الفضيحة التي كشفها محمد السنعوسي في برنامجه التلفزيوني المميز، فقد شب حريق ضخم في أحد تلك الجواخير مما تطلب مشاركة فرق اطفاء من العارضية والجليب والشهداء ومشرف والفروانية لإخماده!
هل لايزال السيد مدير عام هيئة الزراعة بحاجة لأدلة أكثر على ما سبق أن ذكرناه في أكثر من مقال عن سوء استغلال تلك الزرائب؟!

الارشيف

Back to Top