حبيب حسين وجاسم بشارة

بتواضع المبدعين، حضر المخرج الفنان حبيب حسين الى مكتبي وسلمني نسخة من فيلمه الوثائقي 'البيئةِِ التوازن الهش'!
لم يستغرق دخوله المكتب وإلقاؤه التحية وتسليمه الفيلم ومغادرته اكثر من 10 ثوان او اقل قليلا!
***
تبلغ مساحة الكويت 17 ألف كيلو متر مربع، وسكانها لا يتجاوز عددهم المليونين ونصف المليون بكثيرِِ وفيها نسبيا، اقل عدد من ملوثات البيئة من مصانع وغيرها.
ولكن على الرغم من ذلك فان نسب التلوث، التي تتفاوت من منطقة إلى اخرى، تعتبر عالية مقارنة بغيرها من الدول المتقدمة والتي فيها مصانع وسكان وعدد مركبات اكثر بكثير من الكويت.
نقول ذلك على الرغم من وجود المال والجامعات وهيئة للبيئة وجمعية للبيئة ومعهد ابحاث علمية ومؤسسة علمية عالية، ولكن هذه الجهات، كما بين فيلم المخرج حبيب حسين، فشلت جميعها في خلق وعي بيئي، ولو كان بسيطا، لدى الانسان الكويتي، دع عنك المقيمِ وكل ذلك بسبب عدم وجود خطة واضحة تتعلق بكيفية المحافظة على البيئة، فالجميع مهتم بالمناصب والترقيات!
لقد فشلت اعلى جهة مختصة في البيئة في عملها منذ اليوم الاول لانشائهاِ وقد تلمسنا العذر لمديرها العام الجديد الذي تسلم منصبه قبل عام تقريباِ وفضلنا اعطاءه الوقت الكافي لمعرفة حقيقة وضع ادارته، ولكن بعد مرور كل هذه الفترة لم يقم الاخ جاسم بشارة بأي شيء يمكن ان يحسب له غير السكوت عن اي تصريح، او القيام بأي انجاز ملموسِ فلا تزال الدولة بغير تصور شامل يتعلق بالبيئة وكيفية المحافظة عليهاِ فالقوانين موجودة والانظمة متوافرة وادوات الردع اكثر من الهم على القلب ومع كل هذا لم نسمع بأي جهة ما اتخذ اي اجراء رادع بحقها.
ما نحن في امس الحاجة له، والوقت ليس متأخرا جدا، هو خلق وعي بيئي من خلال رياض الاطفال ومدارس المرحلة الابتدائية والمتوسطة وما فوق ذلكِ وجعل موضوع البيئة جزءا من مقررات المدارس بدلا من كل ذلك اللغو الذي تمتلئ به كتب المدارس الحكومية دون فائدة تذكر.
ان هذا الفيلم الوثائقي الذي يعتبر الثامن في سلسلة مخصصة لرفع الوعي البيئي لدى المواطنين والمقيمين، يظهر لقطات تجعلك تشعر بالأسى لمدى ما نحن فيه من تخلف، وعدم المام بما تعنيه البيئة لنا جميعا!
ولقطات الفيلم تدفعك دفعا لكي تفكر في نفسك وتصرفات اهلك ومن هم حولك، وبمدى حاجتنا لخلق وعي، ولو كان بسيطا لدى كل منا.
ولا ادري حقا مدى الاستفادة من هذه الافلام الوثائقيةِ لقد بذل المخرج جهدا كبيرا في اخراج الفيلم ويجب بالتالي ألا تضيع سدى جهوده وجهود مؤسسة الكويت للتقدم العلمي التي صرفت على هذا الفيلم وقبله الكثير.
نشكر الفنان حبيب حسين على رائعته، والشكر موصول بتحفظ لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي لانتاجها الفيلمِِ فنحن نتمنى منها اكثر من ذلك بكثير.
***
ملاحظة:
يا مدير المرور، لقد سكتنا على مضض من كثرة 'مطباتكم' على الطرقات، ولكن أليس من المعيب حقا ان تكون غالبيتها 'سرية' بحيث لا يعرف بوجودها سائقو المركبات الا بعد ارتطامهم بها بشدة، خاصة في الفترة المسائية، وذلك لأن غالبيتها من غير طلاء مناسب؟
نرجو ان تقوموا اما بازالة غالبية هذه المطبات السخيفة، لانتفاء الغرض من وجودها بسبب عدم رؤيتها، او طلائها بشكل مناسب مع وضع اشارات مرور قبلها بمسافة معقولة لوجودها لكي يخفف سائقو المركبات من سرعة مركباتهم!

الارشيف

Back to Top