حسافة عليج يا الكويت

كنا نلاحظ عند مقارنة المعارض الدولية التي تقام في دبي بتلك التي تقام في الكويت، والى فترة قريبة، ان هناك فرقا واضحا بينها من ناحية الترتيب وعدد المشاركين والزوار، وكل ذلك لمصلحة دبي بطبيعة الحال.
الأمر اختلف مع معرض الغذاء الأخير الذي اقيم أخيرا في الكويت على أرض المعارض بمشرف في الفترة السابقة لشهر رمضان، حيث بلغ الفارق مداه وعكس مدى ما أصاب الإدارة الحكومية من ترهل وفساد وتسيب يجب عدم السكوت عنه على الاطلاق.
بصفتي احد المشاركين الدائمين في معرض الغذاء 'الدولي' منذ سنوات طويلة فان من حقي القول إنني 'سرقت' هذا العام علنا من قبل ادارة شركة معرض الكويت التي تدير أرض مشرف، حيث دفعت ايجارا عاليا لمساحة محددة ولكن بسبب سوء الادارة المتعمد فانني تعرضت وعشرات المشاركين الآخرين لخسارة محققة للأسباب التالية:
لم يتم الاعلان عن اقامة المعرض بشكل ملائم وكاف، كما كانت الحال في السنوات الماضية.
عند افتتاح المعرض كان الغبار يغطي جميع الأرفف ومساحات العرض والممرات، الأمر الذي دفع المشتركين العارضين للقيام بعمليات الكنس والتنظيف بأنفسهم، وكان منظر البعض منهم يدعو الى الشفقة، وهنا لا نقارن حالنا بمعرض الغذاء في دبي حتما.
بقيت الزبالة والأوساخ والعلب والكراتين الفارغة مرمية في ممرات المعرض بعد يوم الافتتاح دون ان تقوم جهة ما بإزالتها.
توقف الجميع، من مشاركين وزوار، عن استعمال حمامات المعرض العمومية عقب يوم واحد بعد ان طفحت وانسدت واستحال استعمالها، ولم يتم انقاذ الموقف الا بعد تدخل عمال البلدية، وكان ذلك لأيام قليلة حيث بقيت من دون نظافة الى آخر أيام المعرض.
منذ اليوم الأول وحتى انتهاء المعرض لم تقم الادارة 'الوقورة' بتحديد أوقات فتح واغلاق بوابات المعرض، حيث كان الوضع سائبا ويدعو الى الرثاء.
كان الأمن شبه معدوم في أرجاء المعرض، كما كانت هناك بوابات بحراسة وأخرى من دون ذلكِ وكانت أبواب تغلق وأخرى تفتح للجمهور من دون أي ترتيبات مسبقة.
افتقد المعرض مياه الشرب الصالحة بعد ان أزيلت برادات المياه، كما انقطعت المياه عن المعرض في أكثر من مناسبة.
كانت الطامة الكبرى في انقطاع التكييف نتيجة تعطل اجهزة التبريد بشكل متقطع ومستمر عن المعرض، مما دفع البعض إلى إغلاق معارضهم والزوار إلى الخروج من المعرض من دون شراء.
يمكن القول باختصار ان ما جرى في معرض الغذاء الأخير يعتبر مقارنة بأوضاع معرض دبي، في حكم الكارثة، ويجب بالتالي ألا يمر من دون محاسبة، وعليه فإننا نطالب وزير التجارة، السيد فلاح الهاجري، وهو الوزير الذي اثبت وجوده خلال فترة قصيرة، بنسف مجلس ادارة الشركة المناط بها ادارة معرض الكويت والاتيان بدماء جديدة بعد ان فسدت دماء المجلس الحالي واصبحت ادارته أكثر من متخلفة!
***
ملاحظة:
انا من المعجبين بخلق وأدب النائب أحمد لاري، لكنه مع هذا يبقى جزءا من الكيان الطائفي الذي فصل حكوميا لاختياره وغيره نائباِ أقول هذا بمناسبة تصريحه الذي أدلى به قبل شهر تقريبا في معرض تعليقه على حرب حزب الله الأخيرة مع اسرائيل، حيث ذكر 'ان تباشير الفجر الصادق اشرقت شمسها في جنوب لبنان وستمتد اشراقتها لتملأ الأرض كلها'! ونحن في انتظار امتداد اشراقتها للبنان فقط، ولنتواضع وننس الأرض كلها في المرحلة الحالية، لكي لا ينتهي إعجابنا بخلق النائب الفاضل الى الأبد.

الارشيف

Back to Top