عقيد الإطفاء وزرقاء اليمامة

لا يختلف اثنان على ان بلدية الكويت هي اكثر اجهزة الدولة فسادا وسوءا في الادارة، وعرقلة لمعاملات المواطنين، وادارة الاطفاء، التي كانت لسنوات طويلة جزءا من البلدية، قبل ان تنتقل الى احضان من اعتقد انه لا يعرف مقرها، اثرت فيها تلك التبعية القديمة، واصبح الفساد والخراب جزأين منها.
خلال غيابنا الاخير عن البلاد نشر لنا مقال عن الاطفاء يتعلق بتصريحات ادلى بها مدير عام الاطفاء ل 'القبس' قبل عام، وتضمنت شكاوى مرة عن المشاكل التي تواجه ادارته، وقد رد مدير العلاقات العامة، العقيد الحسينان، علينا بشكل بائس اثار استغرابنا واستغراب الكثيرين من العاملين في ادارته نفسها، حيث كذب ما ذكرناه عن ان مدير عام الاطفاء اشتكى من قيام مناطق جديدة من دون علم الاطفاء! ونحن نطالبه بأن يكون اكثر واقعية ومصداقية، ويعود الى نص المقابلة وسيجد ان ما اوردناه على لسان المدير العام صحيح! وصراحة مطلوبة، وتحسب له وليست عليه ليقوم الحسينان او غيره بإنكارها، كما بشرنا 'العقيد' بأن مشكلة قيام بعض المواطنين بتغيير طبيعة انشطتهم التجارية او الصناعية، دون علم الاطفاء في طريقها الى الزوال حيث شكلت لجنة حكومية 'بعد' مشكلة تسرب غاز الكلورين وحريق امغرة الكبير في شهر مارس الماضي، ورفعت 'توصياتها' لإزالة منطقة سكراب امغرة بكاملها(!!)، ونحن هنا نضحك في عبنا من سذاجة هذا القول، وتفاول قائله خاصة بعد ان اضاف ان 'كل' مخالفات زرائب منطقتي الصليبية وكبد، والتي تستعمل كمخازن وشاليهات ترفيه، وسكن عمال وورش صناعية ومطاعم، ستزال في المستقبل المنظور! ولو كانت زرقاء اليمامة نفسها بنظرها البعيد، هي قائلة هذا الكلام لما صدقناها، فأي مستقبل منظور يتكلم عنه هذا المسؤول؟ والمضحك او المؤسف حقا ان حريقا كبيرا وقع في سكراب امغرة، قبل ايام فقط وبعد 6 اشهر من قرار لجنة الاطفاء بإزالة المنطقة!
اما موضوع قيام الادارة بتنفيذ 5000 عملية تفتيش في عام، كما سبق وورد على لسان المدير العام فلم يرد العقيد بشكل صريح على ما كتبنا عن انخفاض انتاجية المراقبين الشديد! ولا يزال الموضوع معيبا في حق الادارة بأكملهاِ فكيف يمكن تبرير الاكتفاء بهذا العدد الضئيل من المخالفات في ظل كل هذا الخطر، والتسيب الذي يلف الدولة من اقصاها الى اقصاها مع وجود العدد الكافي من المفتشين والضباط المؤهلين للقيام بهذا العمل على خير وجه.
الرد طويل وممل ولدينا الكثير لنقوله، وسنقول البعض منه في مقال قادم، ولكن لنا سؤال واحد نوجهه للعقيد نبيل الحسينان مدير ادارة العلاقات العامة في الاطفاء: متى كانت آخر مرة قمت فيها بزيارة مكاتب الاطفاء في مبنى 'الرحاب'، الذي تشغله اهم اداراته في شارع تونس؟ وهل يعتقد انه مكان آمن من مخاطر الحريق بالذات، لمئات الموظفين والمراجعين؟ وهل اكتشف ان اكثر مباني الدولة غير ملائمة للاستعمال من ناحية مواصفات الاطفاء وابوابه جميعها، عدا الرئيسي، مقفلة بإحكام، وبعضها كان مربوطا بسلاسل ضخمة، كما كانت الحال في مبنى الاطفاء السابق في مبنى الدولية؟ أليس من المعيب ان يشتكي مفتشو الرقابة انفسهم من خطورة تواجدهم في مبنى الرحاب الخطر والتعيس، من دون ان يعبأ احد من الادارة العليا بسلامتهم؟ فكيف يمكن لهولاء المفتشين مراقبة مباني الآخرين ومنشآتهم ومبناهم غير مطابق لأبسط مواصفات السلامة والامان، وارواحهم والمراجعون معرضة لخطر كبير في حال نشوب حريق او حتى عند الاضطرار إلى إخلاء المبنى بسرعة لأي سبب كان 'الف علامة تعجب'؟!
نقترح على العقيد الحسينان الرد علينا ان اراد ذلك، فقط بعد الانتهاء من جعل مبنى الرحاب خاليا من اي مخالفات خطيرة، ولا نقول كل المخالفات فهي كثيرة جدا، وألا يحاول ان يرمي بيوت الناس بالحجر ان كان مكان عمله من زجاج.
***
ملاحظة: لم اقم بزيارة اي من مباني الاطفاء منذ اكثر من عشر سنوات، ولا توجد لدي اي معاملات معلقة او مخالفات في اشتراطات الاطفاءِ علما بأنني امتلك اكثر من 15 موقعا ومخزنا ومعرضا تجاريا خاضعا لتفتيش الادارة العامة للإطفاء وجميعها مطابقة للشروط.

الارشيف

Back to Top