الخيار الشيعي في لبنان

بدأت شكوكي في نوايا حزب الله، وانتماءاته، قبل تولي السيد حسن نصرالله قيادته بسنوات عدة، وبالدقة مع بداية مرحلة عمليات خطف الرهائن الغربيين، وبالذات الاميركيين، من قبل الحزب، وقتلهم او استغلالهم كورقة ضغط لحساب نظام الخميني وقتها، سواء للافراج عن الودائع الايرانية المجمدة في المصارف الاميركية او في حصول ايران على شروط تفاوضية افضل مع اوروبا، والشيطان الاكبر! وبالتالي يمكن القول ان وصول السيد نصرالله الى قيادة الحزب لم يغير كثيرا من بوصلته وحقيقة انتماءاته.
حبي الغريب للبنان يدفعني دفعا لان اكتب محذرا من نهاية قريبة لنظام وفلسفة وجود هذا البلد الجميل في كل شيء. فجيشهم الذي طالما تباهوا به، والذي كان للسمعة والمنعة والقوة التي وصل اليها، او هكذا قيل، دور كبير في وصول قائده السابق لسدة الرئاسة، هذا الجيش يبدو ومنذ اكثر من ثلاثة اشهر، عاجزا عن القضاء على عصابة من غلاة المتطرفين الاسلاميين الحمقى المتواجدين في مخيم مكشوف من الجهات الاربع، وكل ما يقال عن اسباب تأخير الحسم لتعلق الامر بحرص الجيش على عدم المخاطرة بارواح الابرياء كلام لا معنى له بعد ان فقد الجيش، دع عنك بقية الضحايا الابرياء من المدنيين، اكثر من 150 من خيرة ضباطه وجنوده، اضافة الى 500 جريح حالة نسبة كبيرة منهم خطرة! فإذا كانت هذه حال الجيش مع مخيم فلسطيني واحد، فما المتوقع منه فعله مع بقية المخيمات الاكبر والاكثر منعة وكثافة سكانية، خصوصا ان سكانها يعيشون في اوضاع انسانية بائسة تدفع بالكثيرين منهم لحمل السلاح والدفاع عن وجودهم حتى الموت، فليس لديهم الكثير ليخسروه.
اضافة الى ذلك هناك ترسانة سلاح حزب الله التي لن يقوم بتسليمها لاي طرف كان في المستقبل المنظور.
والاخطر من هذا وذاك حالة المراوحة والحيرة التي تعيشها غالبية اللبنانيين الشيعة. فمن الواضح ان لا دور ولا محل ولا مكان لهم ضمن جماعة 14 آذار، او قوى الاغلبية المكونة من السنة والموارنة والدروز بشكل رئيسي. وبالتالي فان وجودهم في الجهة المقابلة يجعلهم امام خيارين: اما الارتهان لاحدى القوتين المسلحتين على الارض وهما حركة امل وحزب الله، وهو الخيار الاقرب الى القلب، والجيب معا! وإما الانحياز للاختيار الاكثر عقلانية، والاكثر صعوبة، وهو لبنان الوطن المميز بتعدده الديني والطائفي والحزبي، والمتميز بليبراليته! ولا اعتقد شخصيا ان العقل في الشارع الشيعي بامكانه التغلب بسهولة على صوت الفوضى والغوغاء، وبالتالي فانا جد متشائم من الوضع برمته ولا اعتقد ان هناك خلاصا واضحا فيما تبقى لنا من عمر على هذه الارض.

الارشيف

Back to Top