معاناة المستثمرين .. وإضراب الإبل

الأستاذ أحمد الصراف
جريدة القبس
تحية واحتراما
لقد سبق ان تعرضتم في مقالات سابقة لعدد من المواضيع التي تتعلق بالاقتصاد بشكل عام، وما نشكو منه كمستثمرين جادين بشكل خاص. نرسل لكم كتابنا هذا راجين نشره في عمودكم الصحفي لعل عين المسؤولين تقع عليه وتعرف مقدار معاناتنا:
هنيئا لنا عودة طريق الحرير وقوافل الابل التي ستيعد للكويت امجادها وتنهض باقتصادها.. هنيئا لنا تعامل حكومتنا الرشيدة بقضايا اقتصادنا حسب الاولويات ولكن بشكل عكسي للاسف.
نشرت صحيفة الجريدة، 26 سبتمبر، خبرا يتعلق بقيام سمو رئيس مجلس الوزراء بالطلب من وزير الاشغال ووزير البلدية حل مشكلة اصحاب الابل الذين هددوا بالاضراب اذا لم يتم تحقيق مطالبهم، التي كأنها ستؤدي لشل اقتصاد البلاد الذي يعتمد بشكل رئيسي بعد النفط على ثروة الابل وما يترتب عليها من رعاية وعلف وجواخير تؤويها.
وبمقارنة رد فعل حكومتنا الموقرة على تهديد اصحاب الابل بالاضراب في حال لم تنفذ مطالبهم بتجاوز القانون عن طريق الاعتراض على ممارسات اللجنة الامنية التي تنفذ قوانين الدولة لا اكثر ولا اقل بهدم الحظائر ومستلزمات الرعي، اضافة الى ارتفاع اسعار العلف.. وذلك بالاذعان والرضوخ والوعد بتحقيق تلك المطالب وطلب الغاء الاضراب اضافة لتحقيق مطالب اخرى.
سمو الشيخ ناصر المحمد الصباح لقد سبق لنا ان ناشدنا الحكومة التدخل لانقاذ اسطول مركباتنا الضخم والذي يتجاوز عدده الالف شاحنة وآلية بعد ان طلبت منا البلدية اخلاء الموقع الذي كانت تتجمع فيه تلك الشاحنات والمعدات في البداية. احتراما منا للقانون قمنا بنقل كل هذه السيارات والآليات واوقفناها في ارض مملوكة لنا، بعد ان دفعنا غرامة تزيد على المليون وسبعمائة الف دينار نتيجة حكم صادر بحقنا بخصوص مواقف هذه المركبات. ولكن مطاردتنا استمرت، لان دعاة دفع عجلة الاقتصاد وقفوا لنا بالمرصاد وطلبوا منا مغادرة ارضنا التي نمتلكها، انها ارض غير مخصصة لوقوف الشاحنات! وهذا وضعنا امام مشكلة حقيقية تتمثل في ضرورة ايجاد مكان لوقوف كل هذا العدد الضخم من السيارات.
لم يكن امامنا حينها من حل سوى نثر وتوزيع هذا العدد الكبير من السيارات في مختلف ارجاء الكويت.. ولا نزال نتلقى المخالفات بسبب الوقوف في اماكن غير مخصصة علما بأن الوزير الصراف، عندما كان مديرا في البلدية، ترأس لجنة لاقرار طلب وزير البلدية آنذاك احمد باقر لالغاء مزايدة مواقف الشاحنات الذي سبق ان فزنا فيها والموافق عليها من قبل كل الجهات الحكومية والقانونية والمالية والرقابية مما تسبب في خسارة للمال العام تتجاوز عشرة ملايين دينار هي ايجارات تلك المواقف.
واسوة بتهديد اصحاب الابل بالاضراب امام مجلس الوزراء.. والذي تم تجاوزه حسب ما قرأنا، فيحق لنا نحن ايضا الاعتصام والاضراب وايقاف هذا العدد الضخم من السيارات امام المجلس اذ كانت تلك هي الوسيلة النافعة.. نحن، سمو الرئىس، لم نهدد ولم نتوعد ب 'الا تصل الامور الى ما لا تحمد عقباه'، كما جاء في خبر اضراب اصحاب الابل بل احترمنا القانون ودفعنا الغرامة. فهل من المعقول ان نترك الف شاحنة تجوب شوارع الكويت لتشعروا معنا يا سمو الشيخ ناصر بالمشكلة التي نعاني منها؟
بانتظار اي رد فعل ايجابي من سموكم، لكي نكون في مصاف بقية اولويات الاقتصاد.. كما هي الابل.
نجيب الحميضي
***
ملاحظة: وردتني الرسالة اعلاه من رجل الاعمال نجيب الحميضي، وقد آلمني حقا ما جاء فيها، خاصة بعد قراءة نص خبر استجابة رئىس مجلس الوزراء والوزير موسى الصراف لمتطلبات أصحاب الابل بعد ان هددوا الحكومة والدولة برمتها: بما لا تحمد عقباه!!
كيف تصبح مجموعة من الابل اكثر اهمية من الف شاحنة في هذا العصر المتسارع والمتحرك الذي نعيش فيه؟ وكيف يرضى الوزير الصراف على نفسه القبول بضغوط اصحاب جواخير الابل عليه، ومتى سيستقيل ان لم يفعل ذلك الآن؟ وأين كرامة اللجنة الامنية، ولماذا لا تستقيل، بعد ان أهينت في صميم عملها؟ ومن الذي يضمن عدم قيام جهات أخرى بالتهديد 'بما لا تحمد عقباه' ان قامت اللجنة المنوطة بها ازالة التعديات على املاك الدولة بالاقتراب من مخالفاتها؟!

الارشيف

Back to Top