جرائم الإنترنت

أصبحت الجرائم التي ترتكب عن طريق الانترنت تشكل نشاطا تجاريا واسعا، وأصبحت ايراداتها تدر مليارات الدولارات على مرتكبيها. وهناك مواقع تنظم مزادات لبيع تفاصيل حسابات بنكية ومعلومات شخصية وأخرى تتعلق ببيع معلومات عن بطاقات الائتمان، مثل الفيزا والأمريكان أكسبرس، كما تباع على مواقع أخرى عناوين البريد الالكتروني الشخصية!
***
شركة التبغ الاميركية، مايكروسوفت، الكوكاكولا، البيبسي كولا، التبغ البريطانية، ياهو لبريد الانترنت وكوستا كوفي هي عينة صغيرة فقط من أسماء شركات عالمية أنفقت المليارات على تطوير واشهار علاماتها التجارية. وعلى سبيل المثال فقط يبلغ ثمن علامة 'الكوكاكولا' فقط أكثر من 50 مليار دولار! ومن منطلق ثقة المستهلكين الكبيرة بهذه العلامات التجارية فقد قام البعض باستغلالها بصورة غير قانونية لتحقيق أرباح صغيرة، ولكن من عدد كبير جدا من المغفلين، خصوصا أن النصابين يعلمون جيدا أنهم في مأمن من الملاحقة القانونية لصعوبة التعرف اليهم بأي شكل!
تقوم جهات النصب هذه بارسال رسائل انترنت لعدد ضخم من مستخدمي الخدمة يعلمونهم فيها بأن عنوانهم الالكتروني قد دخل سحب يانصيب شركة 'كذا' الدولية وفاز بالجائزة الأولى التي تبلغ قيمتها كذا مليون دولار، وأن تذكرة الفوز تحمل الرقم كذا. ويطلبون في رسالتهم من 'الفائز' معلومات شخصية قبل 'قذفه' لجهة محددة لقبض ثمن جائزته من 'دبش'!
وحيث ان عدد ما يصلني يوميا من هذه الرسائل، اضافة الى رسائل النصب من نيجيريا وغيرها، يزيد على العشر بكثير، خصوصا اذا علمنا بأن هناك أكثر من مائتي مليون مستخدم للانترنت في العالم، فهذا يعني أن فرص فوز هؤلاء النصابين باتصال هاتفي، أو بمعلومات شخصية أمر يستحق العناء.
هذه الجرائم الصغيرة، وغيرها، تؤدي، وتساعد، على ارتكاب ما هو أكبر منها. فقد تعرض صديق قبل شهر لعملية سرقة مبلغ كبير من حسابه في بنك محلي عن طريق استخدام بطاقة ائتمانه ورقمه السري وسحب مبالغ متعددة من آلة صرف atm تقع في مدينة تبعد آلاف الكيلومترات عن مكان وجوده في تلك اللحظة بالذات، علما بأن البطاقة والرقم السري كانا بحوزته وقت وقوع الجريمة. حدث ذلك مع انسان عالي المعرفة شديد الحرص على عدم التفريط في أي من أسراره للغير وهو حتما من غير مصدقي جوائز الانترنت المجانية، ومع هذا تعرض لسحب مبالغ من حسابه من دون علمه، فما هي حال البسطاء والسذج منا؟
وبهذه المناسبة أتذكر أنني تسلمت قبل سنوات رسالة بريد مسجلة من شركة هولندية تتعلق بنبأ فوزي بخاتمي ألماس بحجم قيراطين لكل واحد!! وقامت الشركة بارسال صور الخاتمين مع طريقة لقياس الاصبعين. وطلبوا منا ارسال مبلغ 45 دولارا لاجراء التعديل المطلوب على الخاتمين. ولعلمي بأنني لا استحق شيئا مثل ذلك مقابل لا شيء فقد تجاهلت الأمر في حينه ولكن أحد أقربائي علم بالأمر فطلب مني، بإلحاح، الحصول على أوراق الفوز لكي يجرب حظه قائلا ان الأمر يستحق المخاطرة، فالمبلغ المطلوب تحويله تافه!! ولا يزال قريبي في انتظار وصول الخاتمين، منذ ثماني سنوات عجاف!

الارشيف

Back to Top