تهمة المخابرات الخارجية

تبادرنا وزارة المواصلات بين الفترة والأخرى بأنباء القبض على فرد أو شركة أو عصابة تتعامل ببيع المخابرات الهاتفية!
هذا الوصف مبالغ فيه وغير سليم فليس في الأمر سرقة حقيقية ولا من يحزنون، بل لا يعدو الأمر كونه استغلالا لتكنولوجيا خدمة الإنترنت في القيام بإجراء مخابرات هاتفية مع دول العالم الأخرى مقابل رسوم بسيطة تدفع لشركات اتصال عالمية معروفة مقابل توفير هذه الخدمة على الإنترنت!
إن الأمر يتطلب من وزارة المواصلات مسايرة التقدم العلمي ومجاراة العصر ومعرفة أسرار الاتصالات الحديثة عن طريق الإنترنت وتنظيم ترخيصها لأكثر من جهة، بدلا من تضييع الوقت والمال في عمليات قبض واعتقال وإغلاق شركات ومحلات لا تنتهي أبدا.
كما يتطلب الأمر قيام الوزارة بجعل رسوم الاتصال أكثر تنافسا بحيث تصبح بمتناول الكثيرين وخاصة في ساعات اليوم المتأخرة.
نتمنى على الوزير الجديد فعل شيء بهذا الخصوص.
وبمناسبة الحديث عن المخابرات الخارجية فقد تذكرت حادثة طريفة وقعت مع أحد المعارف قبل أربعين عاما تقريبا قام بزيارة مصر وقتها، وما إن قرأ ضابط بيانات جوازه وبطاقة الدخول حتى طلب منه باحترام شديد مرافقته إلى غرفة كبار الضيوف، وهناك طلب له بعض المرطبات وطلب منه الانتظار لبرهة، وكلف من يحضر له حقيبته. بعد لحظات دخلت مجموعة من الضباط، وكان أعلاهم رتبة لواء ورحبوا به بحرارة ومن ثم أعلموه بأنه سيكون ضيف الدولة وأرسلوه مع عسكري إلى فندق فخم. لم يحاول صاحبنا الاستفسار عن كل ما يجري، بالرغم من دهشته، إلا أنه فضل التزام السكوت.
بعد ضيافة مجانية في ضيافة الحكومة لأربعة أيام طلب منه الاستمرار في البقاء في الفندق نفسه إن شاء ذلك، ولكن على حسابه هذه المرة، حدث كل ذلك فجأة، ودون شرح تفسير، بمثل ما بدأ!
التقى ذلك المواطن صدفة بأحد دبلوماسيي الكويت في القاهرة واخبره بما جرى له فوعده بالاستفسار عن الموضوع وفي اليوم التالي اتصل به وهو مستغرق في الضحك بأن ضيافة الحكومة انتهت صدفة وكان من الممكن أن تستمر لأكثر من ذلك لولا زيارة ضابط كويتي كبير للقاهرة في مهمة رسمية فانكشفت ملابسات الوضع، فصاحبنا عندما قام بتعبئة بطاقة الدخول قام بكتابة 'رئيس قسم المخابرات الخارجية' مقابل الوظيفة في بطاقة الدخول!! ومن هنا كان كل ذلك الاهتمام الشديد بشخصه!! ولكن الحقيقة، التي ظهرت بعد زيارة الضابط الكويتي للقاهرة، هي أن وظيفته هي فعلا رئيس للمخابرات الخارجية ولكن لشؤون الاتصال هاتفيا مع الخارج عن طريق بدالة الحكومة!

الارشيف

Back to Top