برلمانيات يمنية وكويتية

1 – طالب البرلماني اليمني فؤاد دحباس، والمنتمي الى التنظيم العالمي للإخوان المسلمين ــ فرع اليمن، بمنع اقامة حفل فني كان المقرر ان تحييه المطربة السورية أصالة في مدينة عدن. وقال ان اقامة الحفل بمنزلة دعوة للمجون، وانه يمثل مخالفة شرعية و.. دستورية!
من حق النائب وصف الحفل بأنه دعوة للمجون أو الجنون، ولكن ما علاقة الأمر بالدستور، وهل دستور اليمن يتطرق الى مواضيع إقامة الحفلات الغنائية مثلا؟
سنتجاوز هذا الأمر، ونفترض ان اقامة حفل غنائي هي فعلا دعوة للمجون، ولكن ما رأي النائب الإخوانجي بجلسات القات في اليمن؟ هل يعلم مثلا ان 20% من دخل الدولة ينفق على شراء القات، الذي يستورد معظمه من افريقيا، وهل يعلم مثلا ان جلسات القات تضيع فيها مئات ملايين ساعات العمل سنويا من دون فائدة؟!
ان كان لا يعلم فتلك مصيبة، وان كان يعلم فلمَ لم يصف تلك الجلسات بأنها دعوة للتخدير وتضييع المال والجهد والوقت وحتى العقل؟ فكيف اصبح غناء لا يتجاوز بضع ساعات دعوة للمجون.. وفعل تخدير يهدر ملايين الساعات غير ذلك؟ ألا يعني هذا أننا فقدنا بوصلة المنطق منذ قرون طويلة؟

2 – كتعبير عن استياء خالد العدوة، النائب في البرلمان الكويتي، من موقف الدول الأوروبية وأميركا مما يحدث في فلسطين، ومع حركة حماس، فقد قام في فورة حماس غريبة، ولكن غير مستهجنة من خطيب مسجد سابق، وفي جلسة برلمانية علنية في الثاني والعشرين من الشهر الماضي بوصف من لهم الفضل الاول والاخير في تحرير وطنه واعادة كرامته له وتسهيل امره ليصبح نائبا في البرلمان ليشتم الآخرين وينعتهم بما شاء من ألقاب مستنكرة ومستهجنة، قام بوصف اصحاب الفضل من اميركيين وأوروبيين بـ«الأوباش وأولاد الكلب»! وهنا أيضا وأيضا سنفترض أن وصفه صحيح ودقيق! ولكن لو علمنا أننا كمسلمين، وكعرب بالذات، نعيش في غالبيتنا، عالة على العالم وعلى الأوروبيين والاميركيين بالذات، وبما أنهم، حسب قول النائب الكويتي، اولاد كلب واوباش فبماذا يجب ان نصف انفسنا ونحن نعيش تحت رحمتهم؟ وما هو الوصف الذي يود اطلاقه على أوباش حركتي فتح وحماس الذين قتل كل طرف منهم ابناء وأخوات الطرف الآخر في سبيل كرسي حكم تتحكم في أرجله إسرائيل؟ لا نود ترك الجواب للسيد النائب ليجيب عنه.. فالإجابة معروفة سلفا!
• ملاحظة: مساحة الكويت 18000 كلم المستغل لا يتعدى 10%، والسكان 2،5 مليون، ونعيش في القرن الــ 21، والدولة غنية، ويفترض وجود نظام تعليم متطور وتوعية مستمرة. كما يفترض توافر جميع متطلبات الامن والسلامة في مرافق الدولة، ولكن على الرغم من ذلك فقد وقع في الكويت العام الماضي اكثر من 13 الف حريق، اي 36 حريقا كل يوم، وألحقت خسائر بمئات ملايين الدنانير، وفقد 185 شخصا ارواحهم، واصيب 1538 باصابات مختلفة، ويعتبر هذا بحكم الكارثة، ويعني احد امرين، او كليهما: اما ان الامة جاهلة بشكل عام، ولا تعرف كيف تحتاط وتتقي حوادث الحريق، او ان هناك تقاعسا شديدا من قبل الادارة العامة للاطفاء في القيام بواجبها سواء من ناحية توعية المواطنين بمخاطر وقوع الحرائق، او في عدم قيامها بمهام الرقابة الفعالة!

الارشيف

Back to Top