السعادة.. والأمراء الخمسة

صدر عن وكالة تابعة للأمم المتحدة تقرير السعادة السنوي، بيّن استمرار تربع الفنلنديين على عرش السعادة للسنة السابعة، على التوالي، تلتها الدنمارك وايسلندا والسويد واسرائيل وهولندا والنرويج ولوكسمبورغ وسويسرا واستراليا.

كانت المفاجأة الكبرى، التي كنت أول من أنكر صحتها، حصول الكويت على المرتبة 13 صعودا من المرتبة 50 لتكون، خلال سنة واحدة، الأسعد، ليس بين كل الدول العربية، بل وكل دول العالم الثالث، تقريبا، وشكل ذلك قفزة هائلة، ومفاجأة حتى للمشرفين على التقرير.

كما ارتفعت مكانة الإمارات في المؤشر من المرتبة 26 إلى 21، تليها السعودية والبحرين في المركز الرابع، فيما غابت قطر وعمان عن المراكز المتقدمة في المؤشر.

لا شك أن سعادة أي شعب ترتبط أساسا بنظام حياته، وهذا ما تتحكم فيه الحكومات، وطريقة تعاملها مع تطلعات ورغبات الشعب، وما توفره من خدمات، وما «تسمح» به من حريات، ودرجة شعور الشعب بالاطمئنان للآخرين، وعدم تخوفهم من السلطة، ودرجة الأمان الاجتماعي والمالي، ومدى امتلاكهم للحريات الأساسية من تنقل وقول وعمل وتجارة، إضافة لتوفر مختلف الخدمات الأساسية من تعليم وطب وترفيه، وغير ذلك من أمور تتعلق بالشعور بالسعادة.

لكن، ومن واقع ما نقرأه على وسائل التواصل من تذمر وشكوى، يتناقض تماما مع ما يقال بأننا من بين أسعد الشعوب في العالم، وربما يكون الآخرون أكثر سعادة منا، وهذا ليس صحيحاً بالضرورة، فربما أحد أسباب سعادتنا يكمن في حريتنا في الشكوى من الأوضاع، وبغير ذلك ربما كانت «الأمور نفسها» تبدو ككوارث، وهي أصلا ليست كذلك، ومثال ذلك دوار الرزاقة.

تذكرت في هذا السياق ملاحظة ذكرها صديق، في عز قوة الاتحاد السوفيتي، من أن طائرات الروس أكثر أمانا من الطائرات الأمريكية، لأننا نادرا ما نسمع بأخبار سقوطها. فقلت له إن العالم أصلا لا يعلم الكثير عما يحدث خلف الستار الحديدي، ولا أخبار سقوط طائراتهم، وهذا لا يجعلها بالضرورة أكثر أمانا. وهذا يعني، بالضرورة أيضا، أن عدم قراءتنا لشكاوى الشعوب الأخرى وتذمرها من أوضاعها، لا يعني، بالضرورة، خلو حياتها من المنغصات، ولا يجعلهم ذلك أكثر سعادة من غيرهم، فالفضفضة مهمة، لكن عدم السماح بها يخلق قلقا، وعدم راحة لدى الكثيرين!
* * *
نحن، ككوتيين، سعداء بأمرائنا، وعشت شخصيا في عهد خمسة منهم، إضافة للعهد الحالي.

تاريخيا كان لخمسة منهم، على مدى مئة وعشرين عاما تقريبا، دور مميز في حفظ أمن الدولة.

1. مبارك الصباح (1838_1915) كان له دور حاسم في استقرار الدولة، وإنهاء خلافاتها، وتحصين أمنها بالاتفاقية الأمنية مع بريطانيا، التي وضعت حدا لكل الأطماع الخارجية. وحكم من 1896 وحتى وفاته.

2. أحمد الجابر الصباح (1885_1950) تمكن من إدارة دفة الدولة بحزم، مع مرونة عالية، والخروج بالوطن بأقل قدر من الخسائر خلال فترة المجلس التشريعي العصيبة، وفترة الحرب العالمية الثانية. وحكم من 1921 وحتى وفاته.

3. عبدالله السالم ( 1895_1965) أنقذ ثروة البلاد وأراضيها من النهب، وحصن استقلالها ووحدتها بالديموقراطية، وأنقذها من شر قاسم العراق، وحكم من 1950 وحتى وفاته.

4. صباح الأحمد: (1929_2020) كان له فضل إنقاذ الدولة من الاضطرابات الداخلية الخطيرة إبان الربيع العربي، وحفظ أمن الدولة بأقل قدر من المخاطر، وحكم من 2006 وحتى وفاته.

5. صاحب السمو الأمير مشعل الأحمد، الذي أنقذنا والوطن من مخاطر مجلسين سيئين، ووضعنا على طريق الازدهار والتقدم.

أحمد الصراف

الارشيف

Back to Top