نرجسية طارق

المثقف هو الملتزم والمتواضع الذي يمتلك المعرفة. والالتزام يشمل اللفظ والتصرف السليمين واحترام ثقافة ومعتقد الآخر وانتماءاته. اما التواضع فيأتي من زيادة المعرفة، فكلما زادت شعرنا بقلة ما نعلم. ويبقى المثقف مثقفا والعالم عالما حتى يقولا انهما يعرفان!
كان لا بد من هذه المقدمة تعليقا على المقال الأخير الذي كتبه الكاتب المصري طارق حجي، الذي يصف نفسه بالمثقف، والذي تهجم في جزء منه علينا، والذي يتبين منه مدى احتقاره لثقافات الغير وانتماءاتهم. وسنضع كلماته وجمله «غير المهذبة» بين قوسين، لنبين مدى نرجسيته!
«.. منذ شهور كتب عني واحد من أبناء منطقة (الخليع الغربي)* مقالين دبجهما بالثناء والمديح والإكبار والإجلال ونشرهما في واحدة من صحف منطقة (الخليع العربي) ولما لم أعره التفاتا، عملا مني بمقولة نابليون ذائعة الصيت: ليس المهم أن تمدح، وإنما المهم معدن الذي مدحك، فقد شعرت حقيقة أن مديح مثل هذا يضر أكثر مما ينفع، ويهين أكثر مما يكرم، وينقص أكثر مما يضيف. فلما ضربت الصفح عن المديح ومسطره، ثم قفيت بتجاهل أكثر من عشرة طلبات منه للقاء(!) تضافرت موروثاته الثقافية، فقام بعمل فريد من نوعه، إذ ألف ولفق وفبرك مراسلات زعم أنها تبودلت بيني وبينه، وكذا بيني وبين بعض ربعه، وكلها مراسلات كان هو المرسل الأساس لها من حساب لي كنت قد أعلنت أنه تعرض لقرصنة إلكترونية قبيل حمى المراسلات غير الصحيحة مطلقاً التي كان هو (ولا أحد إلا هو) وراءها، وهو في حالة هياج اشتهر به أهل منطقة (الخليع الغربي) عندما يحدث تجاهل لهم. والأدهى، أن بعض (مواطني الخليع)، ركبوا مركبه، و(هتفوا بالنهيق) الذي كان يهتف به، وصالوا وجالوا، في معركة وهمية بسيوف خشبية يدافعون فيها عن شرف لم يوجد أصلا، وفي مواجهة ضربة اصطنعها وزيفها وزورها صغيرهم (وكلهم صغير) الذي كال لي ذات يوم المديح في (مقالين مقززين)، فشعرت بغضاضة أن يأتي مديح عملي ممن لا يحمل (جزءا من ألف جزء من مؤهلات من يجوز أن يكون لأعمالي مادحا أو قادحا)، فأوليته ظهري وأعرضت ونأيت بجانبي ومضيت كأن لم يمدحني أبدا، فما معنى أن يمدح «شخص» لم (تقترب الحضارة والمدنية منه) أعمالا صدرت عن كبرى دور النشر الدولية، وتم توقيع نسخ منها في محافل دعت اليها واحتضنتها كبريات الجامعات العالمية؟ أزين هذا أم شين؟! بل ألف شين وشين. وفي يناير 2010 (احتضنت) كلية دراسات الشرق الأوسط في كلية الملك بجامعة لندن محاضرة لي مع حفل توقيعي لأول نسخ من كتابي «القوقعة العربية» والذي صدر في المملكة المتحدة والولايات المتحدة في الشهر نفسه. وبعد المحاضرة وأثناء توقيعي لنسخ من الكتاب الذي أشرت اليه، تقدمت سيدة من (ذات الموضع الذي ينتسب اليه معدّ الرسائل)، بل والمعركة كلها، إذ لم تكن هناك في الحقيقة معركة، فالمعارك لا تكون إلا بين الأنداد، تقدمت هذه السيدة (س. أ) والتي هي مثله تعيش غرب (الخليع الغربي، رغم أن أصولها مثل أصوله من شرق منطقة الخليع)، تقدمت، وبيدها ثلاث نسخ من كتابي اشترتها يومئذ! ومع ذلك فقد التحقت بابن جلدتها الذي تلاعب بالمراسلات المزعومة والتي تبادلها مع موقع الكتروني لي، أعلنت قبلها أنه سرق في عملية قرصنة الكترونية. السيدة التي (تقدمت منحنية) ترجو توقيعي على النسخ التي اشترتها من كتابي الذي احتفلت جامعة لندن بصدوره - السيدة نفسها تشارك ابن جلدتها في الحملة الدون كيشوطية على إنسان جريرته الكبرى أنه رآها ونفرا من رهطها كما هم ـ في الحقيقة ـ (عراة من كل ثقافة وحضارة ومدنية)، وأن أموال التاريخ كله لا يمكن أن تستر (عوراتهم الفكرية والثقافية والحضارية)». انتهى!
ولو قارنا النص أعلاه، المتدني في أسلوبه والنرجسي في نبرته، والذي نشر في 12/18 على موقع «مركز الدراسات والأبحاث العلمانية»، بنصوص الرسائل التي سبق وأن أرسلها لنا ولسابق «اصدقائ‍ه» ممن حاولوا فقط الاستفسار منه عن حقيقة تلك الرسائل، والذين نالهم ما نالنا من مقذع شتائمه، والذي اتهمنا بــ «فبركتها»، لما وجدنا اي فرق في اسلوب الكتابة المقزز والمنفر في عنصريته الفارغة. ونترك للتاريخ الحكم على هذا المدعي الذي لم يقم حتى الآن بتأكيد أي من تساؤلاتنا عن علاقته بــ «قسم الدكتوراه»! في جامعة اكسفورد، وكيف أصبح رئيسا لمجلس إدارة شركات شل الهولندية في عام 1988، وفق سيرته الذاتية على الإنترنت!

***

• يقصدني هنا، ومقالاتي عنه نشرت في أبريل 2009، فكيف اغضب منه بعد 16 شهرا؟!

الارشيف

Back to Top