الكتابة في الحدث وتصريح قناص

تمر الكويت هذه الأيام بمرحلة خطرة، وقد تكون الأخطر في تاريخها الحديث. وقد سألني البعض عن سبب «إحجامي» عن التعليق على الأحداث الأخيرة، وتوضيح موقفي منها، أو على الأقل بيان سبب صمتي. والحقيقة انني اشعر بمعاناة وطني واشارك الكثيرين قلقهم على مستقبله وأوضاعه، ولكن الكتابة السياسية تتطلب المعرفة بمجريات الأمور وإلمام محدد بها، وهذه لا يمكن أن تتأتى من دون مشاركة، أو على الأقل مراقبة مستمرة، للأنشطة السياسية وحضور جلسات مجلس الأمة وزيارة الدواوين وقراءة غالبية الصحف اليومية ومشاهدة التلفزيون وحضور الندوات وتسجيل الأحداث واستمرار الاتصال بالنواب والسياسيين من وزراء وغيرهم، والاحتفاظ بصداقة الجميع والتواصل معهم، وهذه الأمور في غالبيتها تخالف طبيعتي وطريقة حياتي. فأنا مثلا لم احضر سوى جلسة برلمانية أو اثنتين، ولم اكملهما، ولا اقرأ غير صحيفتين يوميتين، ولا اذهب للندوات إلا نادرا، ولا ازور الديوانيات! فكيف يمكن ان اكتب عن حدث بمثل أهمية، وتعقيد، ما حصل مؤخرا، وانا مطمئن لحياديتي ومعرفتي بكل أو غالبية الملابسات؟ إضافة إلى ذلك فإن الميدان الصحفي لا يشكو من قلة من يكتبون عن الأحداث اليومية، إن بحكم عملهم الصحفي، ومتابعتهم المستمرة، أو بسبب مصالحهم الانتخابية أو المالية أو انتماءاتهم السياسية، أقول ذلك بالرغم من شعوري بأن غالبية من يعلق على الأحداث بشكل عام، إما أنه يكتب بشكل مغرض أو أنه مدفوع من قبل جهة ما أو لغرض شخصي أو طائفي أو قبلي، إلا قلة القلة التي تنشد المصلحة العامة. وبالتالي تفتقد كتابات الكثير من الزملاء الدقة والمصداقية والتحليل الموضوعي المفيد. ونأيي عن الكتابة في مثل هذه المواضيع ما هو إلا احترام لقدراتي المتواضعة في هذا المجال، واعتراف سار بعجزي التام عن مجاراة الآخرين في هذا السباق الطريف!
***
ملاحظة: بمناسبة حلول أعياد الميلاد، والسنة الجديدة، نتمنى للجميع، والمسيحيين بالذات، أعيادا سعيدة وسنة جميلة. وبمناسبة ما أعلنه عزيزنا الأخ قناص العدواني، من وزارة الإعلام والرقابة الأخلاقية، من أنه لم يتسلم أي طلب من أي فندق أو شركة فنية لترخيص اقامة حفلة «ساهرة» بمناسبة السنة الجديدة، فقد قررنا والعائلة قضاء الأعياد في مكان أكثر بهجة وسرورا، ونيابة عن مطاعم ومطارات وفنادق البحرين ولبنان والقاهرة وسوريا وغيرها، وشركات السفر والسياحة والطيران، نتقدم للأخ قناص بجزيل الشكر على هذا التصريح الواضح والنافع.

الارشيف

Back to Top