خرب النصف.. فانقذوا الباقي!

تساءل الكثيرون عما يحدث في المخيمات الربيعية التي تنتشر مع دخول الشتاء، وطبعا لم يتبرع أحد بالإجابة، لكن «طراطيش» مما يجري فيها تمكن قراءته في الصحف بين الفترة والأخرى، ففي ظل كل هذا الحرمان الذي تعيشه مجتمعاتنا، والفئة العمرية من الشباب الذين يستهدفهم منظمو هذه المخيمات العقائدية، وغياب أي نوع من الرقابة عليها، بسبب سيطرة المتشددين في الجهات الحكومية المعنية، كهيئة الشباب ووزارة الشؤون، يفتح المجال لكل أنواع الاستغلال. وقد صرح أحد مسؤولي «الأوقاف» لـ القبس بأن هذه المخيمات لا تخضع للرقابة، وأن ميزانياتها ضخمة، ولا سلطة لأحد على ما يتم تلقينه للمشاركين فيها من المراهقين.
وتعليقا على ما يحدث من أفعال شائنة في المخيمات الربيعية، كتب الزميل فؤاد الهاشم قبل فترة، («الوطن» 11/14)، ما يلي: «.. من يرد تفاصيل أكثر عن موضوع «المخيمات الربيعية» التي اغتصب فيها صبية صغار، فعليه الاتصال بالزميل الإسلامي والسلفي «أ. ف»، إذ لديه الخبر اليقين بالتفصيل لتسمعوها منه، حتى يشهد شاهد من أهلها، ولكي لا يدعي هؤلاء «المطاوعة» بأن الخبر كاذب»!
وحتى الآن لم تقم لا وزارة الشؤون ولا الأوقاف ولا الجهة «الخيرية» المعنية بتكذيب الخبر! ولا ننسى أيضا ما نشر قبل ايام في كل الصحف عن توسط أحد نواب اللحى لإخراج متهم بانتهاك عرض أطفال وصاحب سوابق من المخفر، فما هو مصير الذين لا يعرفون نائبا؟
محزن أن يتعرض أطفال في مثل هذا العمر الغض، والذين يشكلون أمل المستقبل وعماده، لكل هذه الانتهاكات لخصوصياتهم، والتعرض للمؤثرات السلبية والضغط النفسي والتدريب العقائدي من قبل دعاة متطرفين، محليين وزائرين، لتلقينهم الخطر من الكلام من دون رقابة من أي جهة. وغني عن القول ان دروس هذه المخيمات ومحاضراتها، كما أكد حمد السلامة ـــ أحد محرري القبس ـــ تخلو تماما من أي أنشطة او مسابقات علمية أو ثقافية تدعو لنبذ القبلية والطائفية والتعصب! و«أنا» أجزم هنا بأنها تدعو الى عكس ذلك تماما.
فيا وزارة ويا معنيون بالشباب تحركوا، فالنصف قد خرب، عقليا وجسديا، وعلينا بإنقاذ النصف الآخر، والكويت بحاجة الى قرار يمنع أي جهة دينية من إقامة او الصرف أو الاشراف على أي مخيمات عقائدية مستقبلا!

الارشيف

Back to Top