من يحارب النهامة؟

تتنوع أغاني البحر في الكويت كثيرا وتتشعب ومنها «النهمة»، ومن يؤديها يسمى بـ«النهام». وتنقسم النهمة الى اليامال، وهو غناء سردي يؤدى على ظهر السفينة وخارجها. ثم الخطفة وتختص بالغناء عند دفع أشرعة السفينة وقت الابحار، ثم «الحدادي» وهذا ما يطلب البحارة سماعه من النهام في وقت راحتهم. وينقسم كل نوع منها لأقسام أصغر تؤدى في مختلف المناسبات. وقد ورد ذلك في كتاب «الثقافة في الكويت» للأستاذ خليفة الوقيان، نقلا عن كتاب للفنان يوسف الدوخي، حيث يستطرد الكاتب ان هذا العرض الموجز لبعض مسميات فنون البحر كاف لبيان مقدار الثراء والتنوع في الفنون البحرية الكويتية، ويزداد الثراء حين نضيف لها فنون المدينة والبادية وفنون «القروية»، أو سكان القرى الزراعية القريبة.
ويعد «الصوت» أهم الفنون المحلية ذات الجذور العربية التي يقال انها تعود للعصر العباسي. وقال الأستاذ الوقيان في كتابه الموسوعي ان الغناء الكويتي كان له تأثيره في بعض الموانئ والمناطق التي كانت تصلها قديما السفن الكويتية، وأن تأثيره في اليمن يتعدى فن الصوت الى بعض الرقصات الشعبية كرقصة «الكاسر» المكلاوية، و«الزربادي الكويتي» في حضرموت. كما اكتسبت الفنون الموسيقية والغنائية الكويتية شهرة في عدن والحجاز والاحساء والبحرين. والمحزن أن نلاحظ كل هذا الهجوم، أو على الأقل التجهيل، الذي يتعرض هذا التراث الغنائي الثري بمادته والذي يبين كم كانت الكويت وكان الكويتيون أهل فن وطرب ومحبة وتسامح، وكيف أن كل هذا التراث الغني أصبح مرفوضا ليس فقط من قبل المغالين في تدينهم، بل وحتى من اولئك الذين سبق أن أنيط بهم أمر رعاية هذه الفنون والاهتمام بها.
***
• ملاحظة (1): ورد في الكتاب نفسه أن مدرسة المطوعة لولوة، والدة المرحوم محمد البراك، كانت، في ثلاثينات أو أربعينات القرن الماضي، تتبع نظام التدريس المختلط للصبية والبنات!
***
• ملاحظة (2): اخترنا عدم التعليق على رد الأستاذ الوقيان على مقالنا السابق عن «المدرسة الجعفرية»، حفاظا على علاقتنا الودية، بعد أن أقحم موضوع «خليج فارس» في رده، علما بأن المؤرخ بلليني الذي استشهد به ذكر في موسوعته المكونة من 27 مجلدا. مجلد 11، الصفحة 137، الجزء 24، ان خليج العرب يقع في الغرب ويعني هنا البحر الاحمر، اما في الشرق فيقع خليج فارس (!) وبإمكاننا ارسال نسخة من كتاب بلليني على الانترنت لمن يرغب.

الارشيف

Back to Top