عمرو خالد.. وجعلوني مجرماً

يقول المثل: تاجر الصنف، غالباً، لا يتعاطاه!

فمن يبيع المخدرات لا يتعاطاها!
***
وصفت تغريدات الداعية عمرو خالد بأوصاف غير لائقة، ومجرمة في بعض الدول، لقيامه بمشاركة ابنه «علي» حفل تخرجه في جامعة لندنية مرموقة، ونشره مختلف صور الاحتفالية، مع أسرته، وهو الذي سبق، وربما لا يزال، يحرض شباب المسلمين على الجهاد هنا وهناك،  باسم الدين، وتوظيف خطبه ومقابلاته، وصفحات مواقعه لتجنيد الشباب للالتحاق بمنظمات متشددة، وتزيين «الشهادة لهم» في سبيل العقيدة والمذهب، بدلاً من محاولة دفعهم لتحسين مستوياتهم المعيشية والفكرية، من خلال الالتحاق بجامعات جيدة، حتى لو كانت محلية، ونص جيدة!

تبيّن الصور، التي حرص عمرو خالد على إرسالها لكل متابعيه، أنه يعيش وأسرته في بذخ واضح، وأنه ضمن وأمّن مستقبله ومستقبل أبنائه وأحفاده مدى الحياة!
***
لقد سبق أن وجهت اللوم لهذا الداعية والعشرات غيره، سعوديين وكويتيين ومصريين، ومنهم داعية سابق ولاحق سحبت جنسيته وأعيدت له، يمتلك بيوتاً وعقارات في سراييفو وفي تركيا، ووصفتهم بأوصاف جارحة، بسبب حياة الرفاهية والبذخ التي يعيشونها، وعدم ترددهم في عرضها والحديث عن النعمة التي أصبحوا يمتلكونها، لجمهور متابعيهم، سواء من خلال مواقعهم أو مقابلاتهم التلفزيونية، تجاهلوا جميعاً الرد، لكي لا يصبح وضعهم مضغة في الأفواه. علماً بأنهم لا ينعمون بالخيرات من جيبي، بل من جيوب السذج وأنصاف المتعلمين من متابعيهم، الذين تنطلي عليهم قصصهم الوهمية والمختلقة غالباً، واستفادتهم من تساهل وسائل الإعلام الحكومية معهم، وهذا ما توقفت بعض الدول عن تقديمه لهم، ونتمنى أن يحدث ذلك في الكويت أيضاً.

إن هؤلاء دعاة ليس لدين أو عقيدة، بل لأنفسهم، فأغلبيتهم، ولن نقول كلهم، أهل دينار وريال وجنيه وتومان وغيرها من العملات المشفرة والورقية! كما أن أغلبيتهم صنيعة أنظمة دولهم، التي سهلت لهم الظهور والجماهيرية، وخصصت لظهورهم ساعات ذروة المشاهدة في قنوات الدولة الرسمية، وجعلت منهم نجوماً يزاحمون الفنانين والممثلين على الظهور.

وبالتالي اللوم لا يقع، بالدرجة الأولى، على هؤلاء الدعاة، بل على الحكومات التي سعت إلى تسطيح عقول العامة، أكثر مما هي مسطحة، لكي تلهيهم بتوافه الأمور وأحداث القبور، وإبعادهم عن حقائق الأمور وكل ما هو مستور.

وبالتالي، فإن بعض الدعاة ليسوا مجرمين بالضرورة، بل جهل الناس ربما جعلهم كذلك!

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top