بصمة الشعب الطاهر

تعتبر البصمة البيومترية من وسائل حفظ الأمن في كل دول العالم، حيث يستخدم نظام بصمات الأصابع والنظر لمصادقة أو مطابقة قالب المقاييس الحيوية للشخص، وتحديد هويته بدقة لا تحتمل أي خطأ. واستخدام التكنولوجيا والتحليل الإحصائي للخصائص البدنية والسلوكية الفريدة للأشخاص أمر بالغ الأهمية للوصول إلى إجابات لمئات الأسئلة، التي لا يمكن الوصول إليها بغير هذه الوسيلة. كما اكتسبت البصمة البيومترية أهمية كبرى مع تقدّم وسائل التلاعب في الشخصية، التي يلجأ إليها عتاة المجرمين، وعصابات المافيا، ومهربو المخدرات، ومزورو الهويات.
***
من هذا المنطلق، سعت أجهزة الأمن في الكويت إلى تطبيق البصمة الوراثية، من خلال تخزين بصمات كل مواطن ومقيم، من أصابع أو نظر، وتخزينها في قاعدة بيانات، ستكون لها أهمية فائقة مستقبلاً في تحديد هوية أي شخص مشتبه به خلال ثوان.
***
يقول غوبلز: كلما سمعت بكلمة مثقف، وضعت يدي على مسدسي!

وأقول: كلما صدر تصريح من النائب المويزري، وضعت يدي على قلمي! فقرار تطبيق البصمة البيومترية الأخير لم يعجبه، فهاجم الفكرة، غالباً خوفاً من تطبيقاتها. وقال إن وراءها مخططاً يقوده بعض أفراد الماسونية، وأكد في مجلس الأمة «أنه لن يقبل بتطبيقها»!
***
نثمّن شجاعة النائب على أنظمة دولته، وإظهار عضلاته النيابية على من لا يستطيع الرد عليه، لكنه يعلم جيداً أن السفر لأية دولة أوروبية أو أميركية يتطلب خضوع المسافر لما تتطلبه أنظمة تلك الدول من شروط، ومنها البصمة البيومترية! فكيف أصبحت طلباتها مقبولة، وطلبات دولته غير مقبولة، وتقف قوى ماسونية خلفها؟

الجواب بسيط: لأن الخضوع لطلبات سفارة أوروبية مثلاً لن ينتج عنه كشف ما حدث من تلاعب في «هويات الوطن»!

واضح من تصريح المويزري أنه يعلم بأمور لا تعلمها أية دولة في العالم تطبق البصمة البيومترية، وبالتالي نتمنى عليه تقديم خدمة للبشرية أجمع، وكشف «بعض» الأفراد الماسونيين، الذين يقفون خلف هذا النظام الشرير، وفضح مخططاتهم! ولا أدري حقيقة حاجة الماسونية، المحلية أو الإقليمية أو العالمية، أو حتى قوى ما وراء الطبيعة، إلى بصماته؟

في السياق نفسه، علّق الوزير السابق جاسم العون، على مقال للزميل حسن الصايغ، قائلاً، بتصرف، إن من دمّر النسيج الكويتي المتجانس بفئاته وطوائفه هم الذين يحاولون اليوم طمس انتمائهم الحقيقي لغير أرض الكويت، وهم من يحاولون إنقاذ بني عمومتهم، الذين دمّروا الهوية الوطنية الكويتية بتزويرهم جنسيتها، وهم الذين يحاولون اليوم إجهاض ما تبقى من هويتنا الوطنية، بتقديم مشاريع ومقترحات لفتح باب التجنيس العشوائي لعشائرهم وبني عمومتهم، وأهل الكويت المخلصون سيكونون لهم ولمشاريعهم بالمرصاد.
***
ملاحظة أخيرة: كل هذا التهويل من قوة الماسونية وضررها وخطرها وتشعبها وتجذرها في كل العالم لا يعدو أن يكون وهماً في غالبه وكلاماً مرسلاً. فالمحافل الماسونية سرية وتعمل، كما تعمل أنظمة الطوائف والقبائل والأسر، بدعم بعضها بعضاً، وقد تكون تصرفاتها، أحياناً، للمصلحة العامة، أو على حساب المصلحة العامة! وبالتالي الماسونية، في إطارها العام، نظام كوني متبع من فئات كثيرة، لكن وحدها التي تتعرّض للنقد والهجوم، ولا دليل لدي على خرابها أو خطرها أو صلاحها.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top