سامي النصف وبسام أبو شريف

يعتبر بسام أبو شريف (القدس 1946) من قيادات «فتح»، وعمل مستشاراً لعرفات، ومن مؤسسي الجبهة الشعبية، وله مؤلفات عدة، وسبق أن أصيب بجروح بالغة في انفجار استهدف حياته، ولعب دوراً في رفض اتفاقيات أوسلو، وأصبح تالياً من أنصار حل الدولتين. نُحي عن منصب المستشار من قبل عباس بعد وفاة عرفات.

وفي مقابلة تلفزيونية مطولة مع قناة «حوار» (أكتوبر 2022)، كشف أسراراً وأصدر اتهامات بحق أطراف عدة، لكنه تجنّب الخوض في أمور أكثر خطورة، وكل هذا يرشحه أكثر من غيره للرد على ما جاء على لسان الصديق، الكابتن الطيار، الإعلامي سامي النصف، وزير الإعلام السابق، من اتهامات خطيرة للقيادات الفلسطينية، وبالذات بحق «المفتي» أمين الحسيني، والرئيس ياسر عرفات!

ذكر النصف أن ياسر عرفات تفادى طوال حياته الحديث عن سيرته ومنشأه، وبداياته، وعلاقته بأمين الحسيني، الشخصية الأخرى الغامضة في التاريخ الفلسطيني الحديث. فحسب رواية النصف، فإن الحسيني، الذي عرف بمفتي القدس، لم يكن أصلاً رجل دين، بل استدعاه هيربرت صامويل، حاكم فلسطين، من السودان، حيث كان يعمل مخبراً، وطلب منه خلع البدلة وارتداء الجبة والعمامة وجعله مفتياً للقدس، مكان أخيه كامل الحسيني، الذي توفي!

لم يكن عمر أمين يتجاوز الـ23 عندماً أصبح مفتياً، بل سعت السلطة لتقويته أكثر فعينته رئيساً للمجلس الإسلامي الأعلى، وأعطي حق إدارة الأوقاف الفلسطينية، وأصبح الشخصية المحورية الأقوى.

ساهم الحسيني في إفشال كل مشروع تقدمت به بريطانيا، بدءاً من مقترح لجنة «بييل» الذي أعطى الفلسطينيين دولة مستقلة على %90 من أرض فلسطين، وإفشال كل الخطط المستقبلية الأخرى، مصراً على مبدأ كل شيء أو لا شيء، وهذا مكّن اليهود، مع الوقت، من الحصول على حصة الأسد من أراضي فلسطين.

كما كان للحسيني دور في تصريف أو بيع أراض فلسطينية لليهود، وورد ما يثبت ذلك، بطريقة غير مباشرة، في كتاب الباحث الفلسطيني تيسير كاملة، الذي وضعه اعتماداً على الوثائق البريطانية، بهدف تشويه سمعة ملك إمارة شرق الأردن، عبدالله. لكن الوثائق تضمنت، غالباً من دون قصد من الباحث، ما يدين أمين الحسيني لتوسطه في بيع أراض لليهود.

كما سعى الحسيني إلى التخلص من عدد من القيادات الفلسطينية بعذر «التخوين»، وبلغ عدد من تم اغتيالهم من قبل منظمات سرية تابعة له كالكف الأسود والقمصان السوداء قرابة 6000 فلسطيني، خصوصاً خلال اضطرابات 1936 - 1939، ومنهم أحمد حسن الدجاني وراغب النشاشيبي! في حين لم يزد عدد الفلسطينيين الذين قتلتهم القوات البريطانية واليهود على 1200.

دلل النصف على شكوكه في نوايا الحسيني بأن الأخير وقف مع هتلر في الحرب العالمية الثانية، والتقى به، وجنّد مسلمين للحرب معه، ومع هذا لم تتعرّض له بريطانيا، التي خرجت من الحرب منتصرة بل أكرمته، وجعلت له دوراً في حرب 1948 وما بعدها، حيث سعى إلى تشجيع الفلسطينيين على ترك أراضيهم، مستغلاً ما حدث في مذبحة «دير ياسين»، معظماً الحدث، بالرغم من أن المذبحة كانت أمراً متوقعاً في «حرب أهلية» بين طرفين، حدث ما يماثله على أيدي مجاهدين عرب في مستوطنات يهودية. وكانت نداءات الحسيني سبباً لأن يترك 200 ألف فلسطيني بيوتهم، ويسكنوا في مخيمات في الأردن وسوريا ولبنان، ولا يزال بعضهم فيها. كما طلب من الدول العربية عدم تجنيس الفلسطيني، وعندما خالف ملك الأردن عبدالله طلبه، أوعز باغتياله.

كما أضاف النصف أن الحركة اليهودية كانت «رأياً واحداً»، طوال سعيها لتأسيس دولتها، بينما كان الصوت الفلسطيني مشتتاً، والسبب كان في جزء كبير منه يعود إلى مواقف الحسيني.

وينهي الكابتن النصف لقاءه بالقول إن عرفات تسلم «الشعلة» من الحسيني، واستمر في اتخاذ القرارات الخطأ طوال فترة «حكمه»!

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top