هذه هي الحياة

قرأت طرفة في مجلة العربي قبل نصف قرن، وعلى الرغم من إنها أعجبتني في وقتها وحفظتها، فإنني لم افكر يوما في تطبيقاتها! تقول الطرفة إن جمعا من الرجال التقوا بصبي اعرابي اشتهر بذكائه فقالوا له: هل تعطينا عقلك وتأخذ مقابله ألف دينار؟ ففكر الصبي مليا وهز رأسه رافضا العرض المغري! فسألوه عن السبب فقال: اخاف ان تذهب قلة عقلي بألف دينار، فأبقى بلا عقل ولا ألف دينار!
قررت في شهر مايو الماضي مرافقة صديق لمنتجع صحي في ألمانيا لمحاولة فقد بعض ما تراكم على جسدنا الطاهر من شحوم على مدى عقود عدة، بعد ثلاثة اسابيع وصرف عشرة آلاف يورو نجحت في التخلص من ستة كيلو غرامات، ولكن فرحتي لم تستمر طويلا بعد ان تبين لي أنني فقدت ما سبق وان صرفت آلاف اليوروهات على الطعام والشراب لكسبه من وزن!
المهم بعدها قمت بمرافقة بعض من عائلتي في رحلة طويلة لأميركا، وهناك، وخلال أسابيع معدودة، وتناول ما لا لذ ولا طاب من أكل أميركي «جنك»، استعدت «بكل جدارة واستحقاق» كل ما فقدته من وزن في ألمانيا، وايضا بعد صرف آلاف الدولارات على الطعام والشراب، وكأنني يا «أبو زيت» لا رحت ولا جيت!
وهنا تذكرت قصة أخرى من أيام الطفولة ايضا عن ذلك الثعلب الذي اراد دخول بستان عنب من خلال فتحة صغيرة في جداره، ولكن بطنه المنتفخ منعه من ذلك، فمكث بجانب الفتحة حتى شعر بالجوع وزال الانتفاخ وتمكن من دخول البستان، وهناك التهم كمية كبيرة من العنب وعندما اراد الخروج منعه انتفاخ بطنه من المرور من الفتحة نفسها فمكث بجانبها حتى زالت الاعراض فخرج من الفتحة جائعاً كما دخل جائعا، ولكن دون ان يدفع يورو أو دولارا واحداً.

الارشيف

Back to Top