الخوف من الظلام الإيراني (3-3)

تعتبر أغنية «طير السحر» من اشهر الأغاني السياسية الإيرانية، رغم قدمها، ويحب الجمهور سماعها من المطرب شجريان، الذي اختارته محطة تلفزيون أميركية واحدا من بين أجمل 50 صوتا في العالم. كتب كلمات «طير، أو مرغ سحر» الشاعر بهار، وجدد لحنها مؤخرا من قبل مثقف ومعارض للوضع الاجتماعي والسياسي السائد حاليا في إيران. وتكمن ديمومتها في كون كلماتها صالحة لكل زمان، وقد ظهرت للوجود في خضم الأحداث التي وقعت في أعقاب انهيار سلالة قاجار وتسلم رضا خان بهلوي الحكم. تقول كلماتها:
يا طائر السَّحر، أطلق الأنين، وجدد الحروقَ في كياني. بالآهات اكسر القفص المبعث للشَّرر واجعل عاليه سافله. أيها الطائر المغلول جناحه في ركن القفص.، اصدح بأنغام حرية البشر.
وبنَفَسٍ حارقٍ املئي تركيبة هذا التراب بالشرر. ظلم الظالم، وجور الصياد جعلا عشي في مهب الرياح. يا الهي، أيها الفلك، أيتها الطبيعة، اجعل ظلمة ليلنا سَحَرًا. أتى الربيع من جديد، محملاً بالزهور، وهذا القفص، كما قلبي حالك الظلام. أشعل النار في القفص، يا نيران الآه، يا أيادي الطبيعة لا تقطفي زهور عمري. يا طائراً دون قلبٍ، اختصر، اختصر في شرح الهجران. لقد مضى عمر الحقيقة، ولم يبقَ أثر للوفاء. أنين العاشق، ودلال المعشوق، أصبحا كذبتين من دون ثمر. الصدق، والمودة والمحبة أصبحت أساطير، الوعد والشرف هجرا ساحتنا. أصبح الدين والوطن أعذاراً لأجل السرقات، دع العينين تغرقان في الدموع. من جور المالك، ظلم الأرباب، لم يعد الزَّارع يحتمل شدة هَمّ.ه.. كؤوس الأغنياء ملؤها الخمر الصافي، وكؤوسنا ملؤها دماء أكبادنا. أطلق الآهات يا قلبي الحزين، واصرف النظر عن المساواة. أيتها الساقية يا من وجهك كالورود، اسقني ماء النار، اسدلي ستارة الانجذاب أيتها المليحة، واطلق الآهات من قفصك أيها البلبل الحزين. فمن حزنك، امتلأ صدري شررا، امتلأ صدري شررا.
***
ملاحظة: شارك المهندس والشاعر «علي العبدالله» في كتابة هذه المقالة، فله الشكر.

الارشيف

Back to Top