بعيداً عن.. الغبقات!

فارعة السقاف امرأة غير عادية، مسكونة بهموم وطنها وقضايا أمتها، هي، بلا جدال، السيدة الأكثر اهتماماً بقضايا المرأة والثقافة والفن في الكويت.

لمع اسم فارعة عبر مختلف الأعمال التي قامت بها، سواء شخصياً أو من خلال مؤسسة لوياك، وسبق أن كتبنا عنها، وأصبحت اليوم تمثّل علامة فارقة، حيث حققت نجاحاً في أكثر من دولة عربية، ولكن حروب دولنا ومآسيها كانت تتغلب عليها أحياناً، لكنها لم تستطع كسر عزيمتها، أو دفعها للتخلي عن دورها.

أصبح لفارعة دور اجتماعي وثقافي لا يمكن تجاهله، وقامت بأدوار عجزت حتى الدولة، بكل إمكاناتها، عن القيام بها، ورفعت اسم وطنها في عشرات المحافل، من خلال أعمال «لوياك»، وأنشطتها الإنسانية والثقافية، سواء في الأردن أو لبنان أو اليمن، والكويت وغيرها!

تركت فارعة المناصب الحكومية، وتفرغت تماماً للعمل التطوعي، المكلف والمتعب، ولقضيتها الأولى (المرأة)، لإيمانها التام بأن لا تقدم يمكن تحقيقه في أي مجال أو مجتمع أو بيت من دون الاهتمام برفع مستوى المرأة.
***
من منطلق شعورها بالمسؤولية الاجتماعية، وبقضايا وطنها، قامت سيدة «لوياك»، فارعة السقاف، بالتخطيط بعناية لتكريس بعض من ليالي رمضان، ليس فقط، لدعم القضية الفلسطينية، بل ولإبعادنا عن ولائم الإسراف في تناول الطعام، من خلال «غبقات رمضان»، من خلال تحويل الفترة من 3 إبريل، أي يوم أمس، والليالي الثلاث التالية، لإقامة مهرجان فني فلسطيني متفائل يتضمن كل أنواع الفنون التي تحيي التراث الفلسطيني، واطلقت عليه «مهرجان العودة»، ويضم مجموعة من الفعاليات الفنية، التي تبيّن معنى الحفاظ على الموروث والحكاية الفلسطينية، التي يسعى الاحتلال الإسرائيلي إلى محوها من الذاكرة، وإزالة كل أثر لها بمختلف الوسائل، لعلمها بأن القضاء على أي شعب يتم عبر القضاء على هويته وتراثه.

الفعاليات ستكون ذات طابع فني وثقافي مميز، وريعها سيخصص لدعم مؤسسات الداخل الفلسطيني، التي تسعى إلى الحفاظ على الهوية الفلسطينية، وعلى الحكاية والموروث الشعبي، ومساعدتها في التصدي للاحتلال، واستمرار التحدي حتى من خلال الفن.

المهرجان، الذي بدأ أمس (الإثنين)، كان مخصصاً لعرض أعمال الفنانة نمير قاسم في التطريز. أما اليوم فسيكون مخصصاً لعرض مسرحية «ألاقي زيك فين يا علي»، للفنانة الفلسطينية رائدة طه، التي تتطرق إلى جانب طالما أهملناه في تاريخنا، حيث ينصب اهتمامنا عادة على أعمال الفدائيين، وإبراز دورهم، ولا أحد تقريباً يلتفت إلى الجانب المحزن، وهو حال الأُسر التي تركها هؤلاء خلفهم!

كما سيعاد، في اليوم الأخير، غداً (الأربعاء)، عرض أعمال الفنانة نمير قاسم، مع عرض موسيقي مشوق لفرقة «لابا»، وللكورال التابع لها.

أنشطة المهرجان جميلة وجديرة بالاهتمام، وبسبب محدودية الأماكن، اقترح الاتصال بموقع eventat.com/browse/lapa-loyac لحجز التذاكر، ومعرفة بقية المعلومات.
***
لو كان الأمر بيدي لما ترددت في تعيين فارعة السقاف أمينة عامة للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، الذي أحيل إلى السبات العميق، مع رفض الحكومة التجديد للأمين السابق، المبدع الآخر، علي اليوحة!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top