عندما غادر غاضباً

كذّبت روايته عما حدث في الخيمة «دولتان خليجيتان»، إحداهما دولته، ومع هذا لم يبال أو يكترث واستمر في ادعاء الاستقامة، وإسداء النصح للغير، والدعوة للصلاح ولأفكار «الإصلاح».
***
يقول الأمير تركي الفيصل، في لقاء تلفزيوني مع «المديفر»، (وهذا ليس تكرارا بل تذكير بخيانات البعض، التي أفلتوا منها) إنه التقى وفدَ الإخوان بعد احتلال العراق للكويت مباشرة، وكان معه في اللقاء الأميران؛ نايف بن عبدالعزيز وسعود الفيصل. وكان بين أعضاء وفد الاخوان التونسي راشد الغنوشي، والسوداني الترابي، وكانت لديهم أسئلة عدة، وفي نهاية اللقاء غير المثمر أخبرونا أنهم ذاهبون للقاء صدام في بغداد، ومن هناك سيصدرون بيانا، وهذا ما حصل حيث صدر مؤيدا ادعاء العراق «بعودة الكويت لها»!

أبدى الأمير تركي استغرابه الشديد من موقف الإخوان المحبط من الكويت وعدم وفائهم، وهي الدولة التي كانت، برأيه، الأكثر دعما لهم، وكان لها دور أساسي في حمايتهم، ولم يلق الإخوان كرما من دولة أكثر من الكويت!

(نطمئن الأمير تركي بأن الكويت لا تزال تحتضنهم، وعلى نهجها السابق معهم).
***
كما ورد على لسان الشيخ سعود الناصر، لقناة الكويت، بأنه كان يحارب في واشنطن، كسفير، على جبهات عدة، أولها الأجهزة العراقية في العاصمة الأميركية، إضافة لوسائل إعلام تنظيم الإخوان المسلمين، وفوقهم إعلام الدول العربية المعادية للكويت، ورابعا والأخطر «إخوان الكويت»، الذين تواجدوا في واشنطن حينها، وكانوا مع فكرة انسحاب القوات الأميركية من المنطقة، وكان على رأس هؤلاء اثنان من كبار إخوان الكويت، وكانا من مؤيدي استخدام جيوش إسلامية لتحرير «وطنهما» الكويت!
***
جاء على لسان أمين صندوق الإخوان، وسفيرهم المتجول في المنطقة خلال فترة الغزو، أنه قام بمقابلة صدام برفقة مواطن كويتي، وأنهما اقترحا على صدام دخول قوات «إسلامية» للكويت، ومن ثم انسحاب القوات العراقية منها، وأنه جرى جدال عن الدول المقصودة، حيث جرى استبعاد مشاركة قوات إيرانية وباكستانية! وأن تقوم قيادة الجيش الإسلامي بعدها بالإشراف على انتخابات «حرة» يقرر خلالها الشعب الكويتي مستقبله ومن يحكمه!
***
هذه فقط شهادات ثلاث، كان أصحابها مؤثرين على مجرى الأحداث في حينها، وبينوا جميعاً بوضوح مدى سوء نية الإخوان. وأنهم لم يكونوا يوماً على الحياد، بل مع الباطل، وضد مصالح وطنهم العليا.

ثم يأتي جاهل أو مزوِّر للتاريخ، ويعقد مؤتمراً صحافياً، يكذب فيه ويدعي بأن الإخوان كانوا يهدفون لتحرير الكويت بأي ثمن، وأن مواقفهم كانت «مشرّفة»!
***
ملاحظة: التقيته في أحد المنابر، صافحني وأبدى استياءه مما أكتب، ونصحني، بعد أن وصلت لهذا العمر، بالتوقف عن الكتابة والتفرُّغ لأعمالي التجارية! وعدته أن أفعل بنصيحته إن وعدني أن يتوقف هو أيضاً عن الكتابة ويتفرَّغ تماماً لما اشتهر به، أي إنهاء معاملات الأفراد والشركات غير القانونية، والتخصص في خداع الغير! لم يعجبه كلامي.. وغادر غاضباً!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top