عندما بق الخياط وبن سلامة البحصة

يستعمل اللبنانيون (بمناسبة وجودي بينهم) تعبير «بق البحصة»، أي قل ما في قلبك وفجّر الفضيحة! وهذا ما فعله رئيس هيئة الطرق حسن الخياط ونائبه خالد بن سلامة، عندما قدما استقالتيهما المسببتين لوزيرة الأشغال، ومشيا!

تبيّن أن من أسبابها التأخير غير المبرر في تعيين المدير العام بالأصالة للهيئة، ونوابه، وعدم وجود ما يكفي من موظفين لإدارة الهيئة، حيث لا يزيد عددهم على 40 موظفاً، وغير ذلك من أسباب.
***
كتبت قبل خمس سنوات مقالين عن هيئة الطرق والنقل البري، وتنبأت بأن الهيئة ستفشل في عملها، فحتى «سوبرمان» يصعب عليه إدارتها، فمن مهامها:

الإدارة والإشراف على إنشاء خطوط المترو والسكك الحديدية.

صيانة شبكات الطرق البرية.

إجراء الفحص الفني للمركبات.

إصدار تراخيص المركبات ووسائط النقل.

تركيب وصيانة كل إشارات المرور.

توفير وإدارة مواقف السيارات والشاحنات.

الإشراف على تعليم قيادة السيارات.

إدارة مراكز وزن الشاحنات.

إدارة مختبرات الطرق.. وإلى آخر ذلك.

فكيف يمكن لأربعين موظفاً «كويتياً» القيام بأي من المهام أعلاه، ولا حتى %1 من أي منها، بسبب الانخفاض الخطير في إنتاجية الموظف الكويتي، بشكل عام! ولم يكن مفاجئاً بالتالي إعلان فشل الهيئة، بعد عشر سنوات، في تحقيق شيء، ولا حتى صيانة الطرق!

ولا تزال الأشغال والمرور والبلدية والمواصلات تعارض التنازل لها عن أي من صلاحياتها، منذ أكثر من 5 سنوات، على الرغم من صدور قرار من مجلس الوزراء بنقل تبعية 19 إدارة واختصاصاً من هذه الجهات إلى هيئة الطرق، في تجاهل تام لقرار المجلس، ومرور خمسة وزراء أشغال، وثلاثة رؤساء وزارة، من دون قيام أحدهم بشيء، فهل هناك عجز وتردّ إداري أكثر من هذا؟

كما أن اللغط دائر منذ سنوات عن النية في إلغاء الهيئة، بعد صرف عشرات الملايين عليها، مع نقص واضح، مستمر حتى اليوم، في أجهزة ومعدات مركز فحوصات وضبط جودة الطرق، وعجزها عن متابعة إنتاج مصانع الأسفلت.. بشكل دقيق!
***
من كل ذلك يتبيّن مدى تخبّط الحكومة، ومجلس الأمة، في تسرعهما في تشريع القوانين، واتخاذ القرارات العشوائية من دون تفكير، فكيف تقر الجهات إنشاء هيئة، وبعد عشر سنوات نكتشف أنها لم تقم بإنجاز شيء، وأنها ليست أفضل من هيئة طباعة القرآن، التي عجزت، في تعاسة واضحة، عن طباعة نسخة واحدة من المصحف، طوال عشر سنوات، وليست لديها مطبعة أصلاً، ووضعها يشبه وضع من توقّع وجود وزة في «شاي الوزة»؟!

إن أية كفاءة نظيفة وتحترم نفسها لا تقبل بأن تكون على رأس هيئة لا تتمتع بالاحترام، ومن هنا ربما جاءت الاستقالات المتكررة، وكانت أولاها لأول رئيس للهيئة، وهو المهندس عبداللطيف الدخيل، ثم تتالت من بعده الإقالات والاستقالات!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top