ليلة وفاء ومحبة

في ليلة وفاء جميلة، دعتنا السيدة الكبيرة والصديقة العزيزة فريال الفريح، لحضور أمسية ووليمة عشاء لأعضاء ملتقى الطاقة العربي، بحضور أصدقاء الراحل «عبدالله النيباري» ومحبيه.

عبّرت السيدة فريال عن شكرها لكل من حضر، قائلة: «أشكر الملتقى على لمسة الوفاء التي قدّموها لنا في تكريم النيباري في منزله وبين أسرته، شكراً لكم على هذا التكريم». واستذكرت في كلمتها حبيبها الراحل وشريك حياتها السياسي الكويتي المميز عبدالله النيباري، الذي كان وعدد محدود من رفاقه رموزاً في حركة وطنية نفتقد ما يماثلها اليوم، حيث كان شعلة من النشاط الهادئ والسياسي العاقل، الذي أتعب الكثيرين برفضه الخضوع لرغباتهم، ورفضه التنازل عن مبادئه أو المساومة على نظافة يده، وحبه لوطنه، وكان مثال الشخصية النبيلة، والراقية في تصرفها وعلاقاتها المحلية والدولية.
***
اختلفت مع الفقيد في أمور، ولكننا لم نفقد يوماً احترام بعضنا لبعض، فقد كان يكسبني دائماً لجانبه بمنطقه وهدوئه وحجته القوية.

رحل عنا كبيراً، بعد أن عاش بيننا كبيراً في مختلف محطات حياته، وساهم، أحياناً كثيرة منفرداً، في قضايا حيوية خطيرة، كما شارك رفاقه النواب في التوصل إلى تأميم النفط الكويتي، بعد معركة طويلة، عام 1975.
***
استذكرت السيدة فريال، خلال الأمسية، أموراً جميلة كثيرة، عن السنوات التي عاشتها مع الراحل النيباري، وشاركته في أصعب ظروف حياته وأكثرها خطورة، عندما تعرضت حياتهما لموت محقق في محاولة اغتيال لئيمة وشريرة، وكانت له نعم الرفيق والصديق والأم والزوجة الشريكة في كل شيء. وقالت: «مع هذا الرجل كنت في رحلة جميلة وحنونة، وقضينا فيها أكثر من أربعة عقود، كان منزلنا دائماً مفتوحاً، ولدينا ملتقى أسبوعي، والكثير منكم قد مرّ بهذا المنزل، ولو أن الحوائط تتكلم لتكلمت عن الكثير من الأحداث المهمة التي أثرت في مجتمعنا!

وهذا صحيح فقد كان بيت «عبدالله وفريال» دوماً، بشهادة شهود، كان الكثير منهم بين حضور الأمسية، وجهة للمفكرين والعلماء والخبراء في جميع المجالات التي تهتم بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية، وعلى رأسها قضايا الطاقة، التي عرف الراحل بأنه كان من أوائل الذين نادوا بضرورة أن تكون الثروات الطبيعية في الكويت وبقية الدول العربية في خدمة التنمية. كما ساهم من خلال كتاباته ومداخلاته في كل المنابر البرلمانية والشعبية بالتوعية بقضايا الطاقة والتنمية في الحاضر والمستقبل، وكان معنياً بالهموم والقضايا المشتركة والملحة في الكويت وشقيقاتها.
***
وقبل اختتام الأمسية، أعلنت ابنة الراحل الكبرى، أن أسرته ستقوم، تخليداً لذكراه، وحبه للعلم، بتخصيص بعثة دراسية سنوية باسم عبدالله النيباري لطالب عربي بالجامعة الأميركية في بيروت، وإن هذه أفضل وسيلة لإحياء ذكرى رجل تقدّمي وطني قومي، لكونها تجمع بين حبه للثقافة والعلم، ونهجه الداعم للشباب العرب.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top