سذاجة مؤامرة كوفيد والمعجزة القادمة

في أقل من ثلاث سنوات، غيّرت «كورونا» أو كوفيد covid-19 طريقة عيشنا وعملنا ولعبنا وتعليم أطفالنا، والكثير من عاداتنا. كما بيّن الوباء كيف يمكن تكوين ثروات بعشرات المليارات، وخسارتها بشكل أسرع مما كان يظن أي كائن.

كما بيّن «كوفيد» مدى سذاجة الكثيرين، الذين لا يزالون يعتقدون أن الأمر برمته لم يكن غير مؤامرة من جهة ما، متجاهلين تماماً حقيقة أن ما يقارب 7 ملايين إنسان فقدوا أرواحهم بسبب هذا الوباء، ولا يزال الآلاف يموتون يومياً نتيجة ذلك، منهم 400 في أميركا وحدها.

كما أن عمليات إغلاق المصانع والمصالح الحكومية وكل الأعمال في الصين كلفتها، ولا تزال، 46 مليار دولار شهرياً، وقد تتزايد الخسائر إن عادت بوادر الوباء، أو شُدّدت القيود على المدن أكثر من ذلك. ولا تزال الصين تواجه متغير omicron الأكثر عدوى من فيروس كورونا، حيث ارتفعت الإصابات اليومية، منذ بداية أكتوبر إلى أكثر من 6000 هذا الأسبوع.

كانت لـ«كوفيد» آثار هائلة على الاقتصاد العالمي. فخلال عام 2020 انخفض الناتج المحلي الإجمالي العالمي بتريليوني دولار (التريليون يساوي ألف مليار).

من جانب آخر، نتج عن طرح لقاح شركة moderna inc وصول ثروة العالم ستيفان بانسل إلى 15 مليار دولار، مع ارتفاع قيمة أسهم شركته بنسبة %2400. أما إريك يوان، صاحب شركة زوم zoom، الذي رفضت أميركا ثماني مرات منحه تأشيرة دخول أراضيها، فقد شاهد ثروته تبلغ 29 مليار دولار خلال فترة قصيرة. كما حقق مغامر آخر 32 مليار دولار نتيجة بيع السيارات المستعملة عبر الإنترنت، وهو أحد أعضاء نادٍ حصري افتراضي يضم 58 مليارديراً تضاعفت ثروتهم بوتيرة مذهلة بفضل التغييرات التي أحدثها «كوفيد»، ولكن سرعان ما تغيّرت أحوالهم، فقد انهارت ثرواتهم التي ارتبطت ارتباطاً وثيقاً بالوباء بوتيرة خاطفة للأنفاس، ولا تنافسها سوى حلقات أخرى تحدث مرة واحدة في الأزمات المالية. فقد شاهد بانسل، رئيس «موديرنا»، ثروته تنخفض بتسعة مليارات دولار، ليقرر بعدها التبرّع بجزء كبير من ثروته للأعمال الخيرية.

أسس يوان zoom عام 2011، فقفزت ثروته إلى 29 مليار دولار. ومع إعادة فتح الاقتصادات وتكثيف المنافسة، توقف الزخم، وخفض صانع البرمجيات توقعات مبيعاته كثيراً، وتبخّر جزء كبير من ثروته.

كما كان «ارن لي»، لفترة وجيزة، أغنى شخص في سنغافورة، عندما ارتفعت ثروته إلى 22 مليار دولار مع تحول المستهلكين إلى التسوق عبر الإنترنت والألعاب، وكان التراجع سريعاً مع تراجع المستهلكين عن الإنفاق عبر الإنترنت وارتفاع معدلات الفائدة والتضخم!

ومثل هذه القصص لا نهاية لها!
***
وفي الجانب المفرح، أعلن فريق «الزوج والزوجة»، المسؤول عن أحد أنجح لقاحات covid-19 أن لقاحات مكافحة السرطان قد تكون متاحة على نطاق واسع قبل عام 2030. فقد أعلن البروفيسور أوجور شاهين والبروفيسورة أوزليم توريسي أن الدروس المستفادة من الوباء ستسرع من علاجات السرطان القائمة على تقنية mrna، الذي كان أصلاً مركز اهتمامهم، قبل أن يتحوّل هذا الاهتمام، مؤقتاً، لإيجاد لقاح لعلاج وباء «كورونا». وإن نجحا في جهودهما الجديدة، وغالباً سينجحان، فسيكون ذلك أفضل ما حصلت عليه البشرية من وراء وباء «كوفيد»!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top