معجزات فينسنت

يعتبر فينسنت فان جوخ (1853 - 1890) أشهر رسام هولندي، وأصبح بعد وفاته الأكثر تأثيراً في الفن الغربي. قام خلال عقد من الزمن بابتكار نحو 2100 عمل فني، منها 860 لوحة زيتية، يعود معظمها إلى العامين الأخيرين من حياته، وتشمل المناظر الطبيعية والأرواح الثابتة والصور الشخصية والصور الذاتية.
تتميز ألوان فان جوخ بأنها جريئة ومثيرة ومندفعة ومعبرة، ولكنه لم ينجح في بيعها في حياته، وكان يعاني من الاكتئاب الشديد والفقر، واختار الانتحار وهو في سن السابعة والثلاثين.

وُلِد فان جوخ في عائلة من الطبقة المتوسطة العليا، وانتقل إلى باريس، حيث التقى فنانين عالميين، وابتكر نهجاً جديداً للحياة الساكنة والمناظر الطبيعية. وخلال إقامته في فرنسا، وسع رسوماته لتشمل سلسلة من أشجار الزيتون وحقول القمح وعباد الشمس.

تعتبر لوحة «الليلة المرصعة بالنجوم» الشهيرة لفينسنت واحدة من أعظم إبداعاته، حيث تصور ليلة هادئة وسماء تتكون فيها النجوم اللامعة الساطعة، ولها طريقة تغري العيون بالنظر إليها، وتحرك النفس على الفور، فالتقلبات وانعطافات فرشاة الفنان تساعد في تحريك العيون في جميع أنحاء اللوحة، لتأسر القلب والنفس.

توجد هذه اللوحة النادرة في متحف «متروبوليتان» بنيويورك، ويقدر ثمنها بأكثر من مئة مليون دولار.
***
أوحت اللوحة للمطرب العالمي وكاتب الأغاني الأميركي دون ماكلين بأغنية «ستاري نايت»، التي تشتهر باسم «فينسنت».

يقول ماكلين إنه كان يقرأ سيرة الفنان الذاتية عندما خطرت له فكرة تأليف الأغنية، التي ساهمت كثيراً في نشر أعمال الرسام فينسنت، خصوصاً بين غير المهتمين بالفنون التشكيلية.

يقول ماكلين إن فينسنت لم يكن مجنوناً، لكنه كان مريضاً، ولهذا يخاطبه في أغنيته قائلاً: «الآن أفهم ما حاولت أن تقوله لي، وكيف عانيت من جراء عقلك».

إذا استمعت لكلمات الأغنية (ونظرت لصورة اللوحة المنشورة أسفل هذا المقال)، فستسمع ماكلين يغني ليس فقط عن لوحة starry night، ولكن أيضاً عن بقية أعمال وحياة الفنان فان جوخ.
***
ليلة مرصعة بالنجوم

قم بطلاء لوحتك باللونين الأزرق والرمادي

ابحث عن يوم صيفي

بالعيون التي تعرف الظلام داخل النفس

الظلال على التلال

ارسم الأشجار والنرجس

التقط النسيم وقشعريرة الشتاء

بالألوان على الأرض المغطاة بالثلوج والكتان

الآن، فهمت ما حاولت أن تقوله لي

وكيف عانيت من أجل عقلك

وكيف حاولت تحريرهم

لم يسمعوا ولم يعرفوا كيف

ربما سيستمعون الآن

الزهور الملتهبة التي جعلت النيران تشتعل

تحوم الغيوم في ضباب بنفسجي

انعكس في عيون فينسنت باللون الأزرق الصيني

ومسحة الألوان المتغيرة

حقول الصباح من حبوب العنبر

وجوه متعبة تصطف من الألم

تهدأ تحت يد الفنان المحبة

لأنهم لم يستطيعوا أن يحبوك

لكن لا يزال حبك حَقِيقِيّاً

وعندما لا أمل في الداخل

في تلك الليلة المرصعة بالنجوم

لقد أخذت حياتك كما يفعل العشاق في كثير من الأحيان

لكن كان بإمكاني إخبارك يا فينسنت

لم يكن هذا العالم مخصصاً لجميل مثلك

علقت صور في قاعات فارغة

رؤوس دون إطار على جدران مجهولة

بعيون تراقب العالم ولا تنسى

مثل الغرباء الذين قابلتهم

الرجال ممزقون في ثياب ممزقة

ارتفعت شوكة دموية من الفضة

استلقي محطماً ومكسوراً على الثلج البكر

لن يستمعوا، إنهم لا يسمعون

ربما لن يفعلوا ذلك أبداً.

للاستماع إلى أغنية «ماكلين»


أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top