مافيا الكرات الخزفية القاتلة

ليس هناك قطعة في المركبة بأهمية إطاراتها، فإهمالها سبب غالبية حوادث الطرق، ومع هذا قلة تهتم بالعناية بها أو الحرص الشديد على شراء الجيد منها، فللإطارات تاريخ إنتاج يمكن قراءته عليها أو بسؤال البائع عنه، فكلما كان الإطار جديد الصنع كان أفضل، وألا يتجاوز عمره ستة أشهر.
***
توفي قبل أيام فنان نتيجة انقلاب مركبته، ربما بعد انفجار أحد إطاراتها، أو مرورها على القطع الخزفية نصف الدائرية الكبيرة، cat eyes أو عيون القطط، التي تحدد مسارات الطرق، والتي تشكل مخاطر حقيقية عندما تتعرض للكسر حيث تنفلق إلى نصفين يبقى أحدهما ثابتا ويصبح كالسكين المغروسة في الطريق.
 
كما يصبح الإطار غير صالح بسبب سوء توازنه، أو ضغط الهواء الخطأ، أو التخزين الخطأ في مخازن التاجر، وعدم دراية البعض بما عليهم القيام به عند انفجار الإطار، فكبح الفرامل بقوة حينها يؤدي غالبا لكارثة، ويفضل استعمال منظم السرعة the gear لكبح سرعة المركبة تدريجيا.

حوّلت وزارة الأشغال، وهيئة الطرق الدايخة، الكويت لأكثر دولة في العالم استعمالا واستهلاكا للقطع الخزفية الخطرة على الطرقات، والتي يمكن الاستعاضة عنها بوسائل أخرى أفضل لتنبه سائق المركبة إن حاد أو خرج عن مساره، ولدي شك بأن جهة ما تقف وراء كل هذا «الإسهال» في استخدام هذه القطع الخزفية، التي كتبت عنها عدة مرات، كما رفعت شكاوى بها لدى مسؤولي المرور وهيئة الطرق، ولكن يبدو، كما قالت وزيرة الأشغال السابقة، جنان بوشهري، إن الشركات تحت قبة عبدالله السالم، هي الأقوى! فغير معقول هذا الإسراف غير المبرر في استخدام هذه المسامير الأرضية، فعند المخرج المؤدي لطريق المغرب السريع، على الدائري الخامس، قامت هيئة الطرق بوضع ما يزيد على 300 قطعة على شكل أسهم، وكان عددها مثيرا للريبة وغير مبرر أبدا، وأزيلت تاليا بعد عدة شكاوى!

كما أخبرني صديق بأن المسافة بين هذه المسامير الأرضية ضيقة جدا، وهذا ربما كان مقصودا، بغية شراء أكبر كمية منها، فالمسافة حسب المقاييس الدولية، يجب أن تكون أوسع من ذلك بكثير، وهذا لا يعني تكلفة أقل فقط، بل وأيضا خطرا أقل على إطارات المركبات، خاصة عند تغيير المسار من حارة لأخرى.

يقول شاعر شعبي ساخرا من وضع هذه القطع الخزفية:

عيون القطا cat eyes بين العبدلي والرقعي

جلبن لي الحادث من حيث أدري ولا أدري

ويقال أيضا إن هذه القطع تصنع في دولة خليجية، وجودتها غير مطابقة للمواصفات العالمية، ويصبح وضعها خطرا جدا مع غياب الصيانة على الطرق السريعة. فلا يكفي بناء طرق سريعة وعصرية، بل يتطلب الأمر صيانتها باستمرار، فقد تآكلت أطرافها وخرب الحاجز الكونكريتي الذي يتوسطها، وامتلأت جنباتها بكل أنواع القمامة وقطع السيارات المكسورة، وشكلها يمثل الوضع السيئ لأنحاء عدة في الدولة.
***
ننصح الجميع الاهتمام بسلامة إطارات مركباتهم والحرص على قراءة أو معرفة تاريخ صنع الإطار قبل شرائه، وأن يكون مناسبا للمركبة، فالقياس الصحيح ليس كافيا، وهناك فروق فنية مهمة بين إطارات مركبة سريعة وأخرى ثقيلة يتطلب الأمر الانتباه لها، مع ضرورة الاهتمام أيضا بضغط الهواء في كل إطار مرة كل شهر، على الأقل!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top