البنك الرائد والمنسي

يعتبر بنك الائتمان البنك العقاري الأول في الكويت، حيث تأسس عام 1960 لغرض تقديم خدمات الإقراض العقاري والصناعي والزراعي للمواطنين، إضافة إلى إقراض موظفي الدولة بضمان رواتبهم أو مكافآتهم.
تغير اسم البنك عام 1965 ليصبح «بنك التسليف والادخار»، بعد تعديل أهدافه والتركيز على تيسير الائتمان الاجتماعي للمواطنين. وفي 2014 عدلت أهدافه وتسميته ليصبح «بنك الائتمان»، كمؤسسة حكومية تقع تحت إشراف وزير المالية، ويدار من مجلس إدارة معين، مع رفع رأسماله ليبلغ ثلاثة مليارات وثلاثمئة مليون دينار، مع إعطائه حق الاقتراض من الحكومة أو بضمانتها، بحيث لا يتجاوز مبلغ القرض ضعف رأسماله المدفوع، وله أن يصدر سندات قروض تقرر شروطها بمرسوم.

يدير البنك مدير عام، هو حالياً السيد صلاح المضف، وهو من الكفاءات، والمسؤول عن تنفيذ السياسة التي يرسمها مجلس الإدارة، وقد نجح في إعادة هيكلة البنك، وتطويره، وخلق فرص أكبر للشباب الكويتي، من خلال بيئة عمل مستقرة. كما نجح بامتياز في إعادة هيكلة البنك إلكترونياً لتيسير التعامل مع المواطنين، وتحسين أداء الخدمات التي يقدمها، فأصبح بحق أول مؤسسة مصرفية في التحول الرقمي في الكويت، حيث حققت إدارته هذا الإنجاز منذ سنوات. وعلى الرغم من تفردها، وعلم الكثير من مسؤولي الدولة بما أنجزته، فإن إدارته العصرية بقيت غالباً بعيدة عن التقدير والتكريم المعتاد من الجهات الحكومية، ومن مؤسسة «جائزة سالم العلي للمعلوماتية»، وشكل هذا التجاهل غير المبرر، حسب علمي، إحباطاً للعاملين المخلصين في البنك. وقد قمت بمراجعة الإنترنت بحثاً عن أنشطته ومنجزاته، فوجدت إشادات من جهات لها قيمتها بأسبقيتهم في مجال الرقمنة، أو التحول الرقمي، الذي انطلقت أولى عملياته الأونلاين عام 2015 مع قروض الزواج، وتلا ذلك إطلاق خدمة القرض العقاري، وغير ذلك من خدمات.

بالرغم من أن البنك جهة حكومية، فإن إدارته نجحت في تخليصه من البيروقراطية والروتين الممل، منهية كل سابق العقبات التي كانت تواجه مراجعيه، من ضياع ملفات وطلب صور مستندات لا تنتهي، وغيرها من عراقيل محبطة. ونجح أخيراً في التحول الرقمي الشامل، بحيث أصبحت %99 من خدماته تقدم أونلاين online.

كل هذه المنجزات تؤهل إدارة وموظفي البنك بجدارة لأكثر من جائزة، ومنها «جائزة سالم العلي للمعلوماتية»، فبنك الائتمان ليس فقط المؤسسة الحكومية الوحيدة التي حققت نجاحاً في التحول الرقمي، بل وأيضاً المؤسسة الحكومية الوحيدة التي قدمت ثلاث خدمات بتقنية الذكاء الاصطناعي artificial intelligence. وهذا مكن البنك من إنجاز ما يقارب مليون خدمة online، إضافة إلى 3333 خدمة بتقنية الذكاء الاصطناعي، والتي مكنت أصحاب هذه المعاملات من الحصول على قروضهم وهم في البيت.

نرجو أن يسمع المعنيون بأمر مكافأة المؤسسات الناجحة نداءنا.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top