الطيب والشرير

يعتبر جوناثان سويفت واحدا من عمالقة الأدب الانكليزي والعالمي، ويكفيه فخرا انه مؤلف قصة «رحلات جوليفر» التي ألهبت خيال اطفال العالم، وحتى بالغيه، لأكثر من 350 عاما، ولا تزال. كان سويفت شاعرا، ولكنه اشتهر أكثر ككاتب ساخر، وله مجموعة كبيرة من المقالات في السياسة والاجتماع. ولد سويفت لأبوين ايرلنديين، وكان مناصرا في حزب المحافظين، واصبح رجل دين وعميدا لكنيسة سانت باتريك في مدينة دبلن.
وبالرغم من تدينه، فإنه اشتهر عنه قوله بان لدى «جماعته» من التدين ما يكفي ليبغض بعضهم بعضا، لكن ليس لديهم منه ما يكفي ليحبب بعضهم إلى بعض! ولو تمعّنا في قوله هذا لرأينا أنه ينطبق على عقائد كثيرة! فمن الصعب على اتباع عقيدة ما ان يحب بعضهم بعضا، فما بالك بحب غيرهم؟ ولو كان الأمر عكس ذلك، كما يعتقد بعضهم، لما كانت هناك مذاهب وفرق واحزاب ومعتقدات وخلافات دينية عميقة بسبب تفسير كلمة أو اختلاف على مفهوم او نظرية او اسلوب حياة، ويقول عالم الاحياء الانكليزي ريتشارد داوكنز، مؤلف «أعظم عرض على كوكب الأرض» ان الأخيار يقومون بفعل الخير، والأشرار يقومون بارتكاب الشرور، والأخيار يرتكبون الأفعال الشريرة باسم الدين فقط!
***
ملاحظة: قضت لجنة حقوق المؤلف في وزارة الإعلام السعودية، بتغريم الداعية السعودي عائض القرني مبلغ 330 ألف ريال سعودي، أي 30 ألف دينار تقريبا، في القضية التي اتهمته الكاتبة سلوى العضيدان فيها، بالاعتداء على حقوقها الفكرية، ويعتبر هذا الحكم صفعة للداعية، وغرامة غير مسبوقة في عالم السرقات الادبية، ودرسا له ولغيره، وتأتي أهميته في انه صادر من السلطات السعودية التي لم يعرف عنها اهتمامها بمثل هذه السرقات، ونتمنى ان تكون هذه هي البداية فقط.

الارشيف

Back to Top