عبير 2 وكاش

على الرغم من كل ما نتشدق به من انتمائنا إلى مجتمع تسوده الألفة والمحبة والتسامح، فإن من الواضح ان كل هذه لا تعدو ان تكون ادعاءات غير صحيحة، لكي لا نقول كاذبة.
من أهم القيم التي تتصف بها مجتمعات متقدمة، ونفتقدها بشكل حاد، قيم التطوع لمساعدة الغير، وخاصة من كبار السن وذوي الاحتياجات الخاصةِ لقد بلغنا الستين، أو كدنا، ولم نسمع يوما من أي كان، أو من خلال المناهج الدراسية أو من على منابر المساجد أو المعابد أو المعاهد، ومن مختلف وسائل الإعلام، من ينادي بأهمية وضرورة التطوع لمساعدة فئات محددة، وكل ذلك يعود في المقام الأول، ليس الى تحجر في مشاعرنا أو قلة محبتنا للغير، بل إلى جهلنا من جهة، وعدم اهتمام 'الفكر الديني' بمن يعانون إصابات الداون او مرضى التوحد أو بطيئي التعلم وغيرهم من جهة أخرى!
كتب الزميل محمد فاخر في 'القبس' 29/7 قائلا: 'إن أجمل ما في العمل التطوعي انه يأتي من مشاعر إنسانية ممزوجة بنزعة داخلية نحو تقديم المساعدة للآخرين، ويبلغ العطاء ذروته إذا ما عرفنا أنه موجه إلى أبناء الفئات الخاصة، ليس للجانب الإنساني فحسب بل لصعوبته وخطورته وحاجته إلى سعة الصدر والصبر غير المحدودين، لاسيما تجاه أطفال الإعاقات الذهنية'.
وقد ورد ذلك في التحقيق الصحفي الذي نشرته 'القبس' مشكورة عن 'النادي التطوعي لذوي الاحتياجات الخاصة'، الذي يدار من قبل المتطوعة عبير الصفران التي ذكرت أن مدة العمل في النادي لا تتعدى الساعات الأربع، لكنها لا تقارن بأي ساعات عمل أخرى، فهي مشبعة بالمشاعر الإنسانية والأعمال التطوعية وكأنها ساعات استراحة نفسية لكل من المتطوعين والأطفال.
وذكرت عبير الجيماز، وهي مديرة مشاركة ومتطوعة أخرى، أن النادي يعمل مساء ويهدف، وهنا المهم، إلى إحداث تقارب بين أطفال الفئات الخاصة وذويهم من أجل تدعيم فكرة دمجهم في المجتمعِ وذكرت كذلك أنهم اتبعوا أسلوبا مميزا للتواصل بين الأطفال والمتطوعين، سواء من ذويهم أو من اصدقائهم، من خلال إسناد مهمة متابعة كل متطوع لأحد أعضاء النادي أثناء الرحلات، وهو ما يعد أسلوبا جديدا على المنطقة، رغم أنه متبع في كثير من الدول الرائدة في رعاية أبناء الفئات الخاصة.
وذكرت المتطوعتان أن النادي حريص على استضافة المختصين للالتقاء بأولياء أمور الأطفال وطمأنتهم والإجابة عن استفساراتهم.
كما ذكرتا أن النادي يعقد دورات تدريبية للأعضاء المنضمين حديثا إلى البرنامج لتهيئتهم للعمل التطوعي.

مساهمة منا: هشام السلطان، وأنا، في مساندة العمل التطوعي، فقد قمنا صباح اليوم بإرسال تبرع مالي لكل من 'النادي التطوعي للاحتياجات الخاصة'، و'الجمعية الكويتية لرعاية الاطفال في المستشفى'، التي سبق أن كتبنا عنهاِ ليس دعما لجهود المشرفين والمشرفات على هذه الأنشطة الإنسانية، التي نحن بحاجة ماسة إليها فحسب، بل لمحاولة خلق وعي تطوعي بيننا.
إننا ندعو أصحاب العقول الكبيرة، قبل أصحاب القلوب الرحيمة، للمساهمة في دعم هذين النشاطين اللذين يمكن اعتبارهما أعمالا 'خيرية' حقيقية، وذلك عن طريق الاتصال برقم 6230251 السيدة عبير الصفران (أم فهد)، للتبرع للنادي التطوعي للاحتياجات الخاصةِ وهاتف رقم 2464723، السيدة سلوى علي، للتبرع للجمعية الكويتية لرعاية الأطفال في المستشفى.
ملاحظة: ذكرت لنا صديقة للعائلة من بنات عائلة 'زمان' أنها استلمت بطاقة دعوة لحضور حفل زواج مميز سيقام خلال اسبوعين في لندنِ ورد في الدعوة أن هدايا الزواج يجب أن توجه مباشرة، على شكل مبالغ نقدية، إلى إحدى مؤسسات رعاية الأطفال الأيتام في فيتنام!
وذكر في الدعوة كذلك أن العروسين يزمعان قضاء شهر 'العسل' بكامله في أداء أعمال تطوعية في تلك المؤسسة التي تقع بالقرب من مدينة هوشي منه، (سايغون) سابقا.
وبعد كل ذلك يأتي بعض أصحاب اللحى الكثة والتعصب الأعمى والعقل الصغير ليدعي بأننا أحسن من الآخرين في كل شيء!

الارشيف

Back to Top