تجربتي مع قناة أبوظبي (2/1)

شاركت قبل أيام، للمرة الثانية، في برنامج 'تحقيق' مع قناة ابوظبيِ وكانت تلك مشاركتي الثانية مع هذه القناة، حيث كانت الاولى قبل اكثر من عام بقليل، وسأتطرق الى موضوع هذه الجزئية لاحقا.
كان موضوع الحوار يتعلق بعلاقة الجمعيات المسماة بالخيرية، والمتواجدة في اوروبا واميركا بالذات، بتمويل الارهاب العالمي.
عندما شاركت في البرنامج أعلمت بأن بثه سيكون مباشراِ ولكن تبين بعد بدء التصوير بقليل ان الحلقة ستكون مسجلة، وكجزء من تحقيق تلفزيوني مطول يتعلق بموضوع تمويل الارهاب على مستوى عدد من دول العالمِ استغرق وجودي في استديوهات التلفزيون قرابة ثلاث ساعات لتصوير حوار لم يزد على ربع الساعة بكثيرِ وكان السبب وراء ذلك التأخير غير المبرر ضعف الكادر الفني واضطرار المخرج لإعادة تصوير كل مشهد لأكثر من خمس مراتِ بسبب الانتظار الطويل وبرودة جو الاستديو، ومشكلة البروستاتا، اضطررنا لزيارة حمامات المحطة ثلاث مرات لقضاء الحاجة.
كانت تلك الزيارات معاناة حقيقية، فقد كانت الحمامات قذرة وفي حالة يرثى لهاِ وكانت المياه مقطوعة عن صنابيرها، ولكنها كانت في الوقت نفسه تغطي كامل ارضياتها.
بعد الانتهاء من معاناة التسجيل ومواجهة ذلك الكم من الاسئلة السطحية التي لم يتم اعلام المشاركين بمضامينها، تم ابلاغنا بمواعيد بث تلك الحلقة.
من باب الفضول ولمراقبة الاداء والتعلم من الاخطاء، قمت بمشاهدة تلك الحلقة في وقت لاحق فهالني ما نالها من عبث مقصود، وما تم اجتزاؤه من الحديث بصورة متعمدة!
ذكرت في ذلك البرنامج أن التحقيق الميداني الذي اجرته 'قناة ابوظبي' قد ركز على موضوع تمويل الجماعات الارهابية بالمالِ ولكنه اغفل، ربما متعمدا، جانبا مهما آخر يتعلق بتزويد، او تمويل، تلك الجماعات بالوقود البشري من الشباب من اصحاب العقول 'النظيفة' الذين هم على اتم الاستعداد لقتل انفسهم في سوق شعبي في العراق او في وسط حفل عيد ميلاد طفل في عسقلان، او بين مئات الاطفال في مدرسة تقع في قرية روسية نائية!
وذكرت كذلك أن مصانع تنظيف عقول هؤلاء الشباب، وشحنها بمبادئ كراهية الآخر موجودة في مختلف المؤسسات 'الدينسياسية' في دولنا.
كما قامت القناة كذلك بحذف ردي على سؤال يتعلق بالفرق بين ما تقوم به اسرائيل من عمليات ارهابية في الاراضي المحتلة، وبين ما نشاهده من عمليات ارهابية يقوم بها مسلمون، عرب في غالب الاحيان، في روسيا واندونيسيا وكينيا، واليمن ولبنان والكويت والسعودية ومصر، واميركا وبريطانيا وفرنسا واسبانيا وتنزانيا والمانيا وافغانستان وباكستان، والعراق وتونس والمغرب وتركيا والجزائرِِ الخ.
وهكذا بينت هذه المحطة، كما الجزيرة قبلها، انها غير معنية حقا بحرية الرأيِ وان همها ينصب، بالدرجة الاولى، على ملء ساعات البث!
(وللموضوع بقية).

الارشيف

Back to Top