مخالفات حقوق الإنسان

'لقد وضعت اللجنة الأسس والأرضية الصلبة لإنجاح البطولةِِ'
(طليان علي ـ رئيس لجنة تنظيم سباق الهجن)

اختتمت في الكويت 'البطولة' الدولية الخامسة لسباق الهجن.
وبصرف النظر عن النتائج فإن ما اقترف في تلك المسابقات من مخالفات صريحة لمختلف الأعراف والقوانين الدولية والمحلية، وتوصيات مجلس الأمة التي تمنع استغلال الأطفال في أي عمل تجاري أو رياضي يعرض حياتهم للخطر، يجعلها بحق 'بطولة المخالفات'!
لاشك أن القائمين على أمر تلك 'البطولة'، والمشاركين فيها، على دراية تامة بأن ما يقومون به مخالف للقانون، ولهذا تجدهم يلجأون لمختلف الطرق لتجنب توريط أنفسهم في أي مساءلةِ فمنذ أن بدأت الشكوى من مشاركة الأطفال في هذه السباقات والتلفزيون والصحف لا يظهران إلا صور الجمال المشاركة أو الفائزة وأصحابها أو عند صبغ الجمال الفائزة بمادة الزعفران، وكأن الجمال رز بسمتي، دون أن تظهر تلك الصور أو الأفلام وجوه الجوكية الصغار السن أو صورهم.
وهذا لم يحدث عبثا، بل تم بترتيب مسبق من الهيئة العامة للشباب والرياضة التي طالبت التلفزيون ومحرري الصفحات الرياضية في الصحف والمجلات بعدم تكليف أنفسهم وحضور السباق لتغطية فعالياته، حيث ستتكرم الهيئة بارسال أشرطة مصورة وصور ملونة لمختلف مراحل السباق لكي يقوم التلفزيون أو الجريدة باختيار ما يناسبها من صور!
لقد سبق أن حذرنا أكثر من مرة، طوال السنوات الثلاث الماضية، من خطورة وعدم إنسانية استغلال أطفال صغار جوكية للجمال المشاركة في السباقِ كما حذرنا ايضا من المخاطر القاتلة التي يتعرض لها هؤلاء الأطفال، سواء من خلال ركوب حيوانات خطرة أو بسبب إجبارهم على المنامة لأيام عدة في الزرائب المخصصة للحيوانات.
ونأمل أن تجد ملاحظاتنا هذه ما تستحقه من عناية من وزير الشؤون الاجتماعية والعمل، وهو الشخص الأول المعني بحقوق الإنسان في الكويت، لكي تصدق مقولة أخينا 'طليان' التي وردت في أول فقرة من المقال.

ملاحظة:
اعترف مسؤول رياضي كبير بمشاركة أطفال صغار في سباق الهجن كجوكيةِ ولكنه قال إن مشاركة هؤلاء الأطفال تتم بموافقة آبائهم! فهل يعني ذلك أن المتاجرة بأجساد الفتيات مسموحة متى كانت مقرونة بموافقة آبائهن؟

الارشيف

Back to Top