نحن وسنغافورة

يمكن القول من دون تردد ان الزعيم السنغافوري السابق (لي كوان يو) الذي زار الكويت في نوفمبر الماضي بدعوة من البنك الوطني، يعتبر من اعظم قادة العالم ومصلحيه في العصر الحديث، وانجازاته في مختلف المجالات اشبه بالمعجزة.
في زيارته للكويت، ومن خلال ندوته ومؤتمره الصحفي، ما زالت كلماته، وبعد اكثر من شهرين، تطن في اذني وتدفعني دفعا للتساؤل عن السبب في كوننا لا نزال على تخلفنا التام في كل مجال بالرغم من تملكنا لكل شيء، او هكذا ندعي. وعن السبب في تقدم سنغافورة في كل مجال بالرغم من افتقاد شعبها المتعدد الاعراق والديانات واللغات كل مصدر طاقة او قوة مال! في مؤتمره الصحفي الذي حضرته 'القبس' (20 نوفمبر الماضي) وردت على لسانه الملاحظات السريعة التالية:
على الدول الخليجية اخذ المثال السنغافوري في التنمية، ان التحدي يكمن في التعليم، واهتمامنا يتركز على تعليم الانكليزية لجميع الطلبة والموظفين.. فالانكليزية لغة العصر وعالم اليوم والانترنت.
العمل الاصعب هو نشر الثقافة التوعوية بين السكان، خاصة اذا كانوا من اعراق مختلفة.
من الجيد ان تقوم الدول الخليجية بتدريس القرآن والحديث وحفظه، الا انه يجب ان تدرس بقية العلوم ايضا، كالكيمياء والطب والهندسة، وسواها.
لا مانع من التمسك بالتقاليد ولكن يجب ألا نكون تقليديين في تفكيرنا.
***
من ناحية اخرى اعلن عبدالله الرشيدي (القبس 2006/9/4) المشرف العام على برنامج السراج المنير التابع لوزارة الاوقاف التابعة لجمعية الاصلاح الاجتماعي، التابعة للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، ان ملتقى 'السراج المنير'، صرح بأن مراكز الملتقى الستة عشر قد بدأت باستقبال الطلاب والطالبات الراغبين في دراسة الفقه والقرآن والسيرة النبوية والرياضة ومادة 'الروح الوطنية'!
ماذا عن العلوم الانسانية الاخرى، اليس لها صاحب يرعاها؟ ولماذا لا يوجد بيننا من يود الصرف على النادي العلمي او انشاء مراكز الترجمة والابداع والصرف على الطلبة المبدعين وانشاء مراكز الدراسات والبحوث؟ وقبل كل ذلك، لماذا اختفت انشطة الكشافة والزهرات من حياتنا، وازيل بريق صالة التزحلق على الجليد الى الابد، وتوقفت النافورة الراقصة عن العمل، فقط لأنها راقصة! ولماذا خفتت اصوات الطرب، وقضي على كل ما له علاقة بالعلم والفن والابداع في وطننا؟!

الارشيف

Back to Top