ضحك الذقون على الذقون

أكد مصدر في الشؤون (القبس 8/17) ان الوزارة لم تحرك ساكنا تجاه الجمعيات غير المشهرة، التي تنافس الجمعيات الام في جمع التبرعات، (واحيانا تتفوق عليها)، واضاف المصدر انه في ظل الاستعداد لشهر رمضان الذي يشهد نشاطا محموما للعمل الخيري، فإن الرؤية لا تزال غائبة عن آلية الرقابة.
قبل اكثر من ثمانية اشهر كشف الزميل مبارك العبدالهادي (2007/1/10) عن فضيحة جديدة تشترك جهات عدة مرتبطة بطريقة او بأخرى بالمنتمين والنشطين في الجمعيات والمبرات الخيرية في ارتكابها، وتتمثل في قيام هذه الجهات، ومنهم أئمة مساجد ومسؤولون في لجان خيرية ومديرون في مؤسسات دينية، بتسهيل دخول متسولين الى البلاد وبهيئات تدل على التقوى والوقار الديني، وبلحى طويلة ومصبوغة بالحناء غالبا، ومن باكستان بالذات، ومن ثم تزويدهم بكتب توصية تبين حاجتهم للحصول على تبرعات مالية لبناء مسجد او مدرسة، ويطلب من هؤلاء زيارة المكاتب والدواوين لطلب المساعدة المالية.
وقد قام الكثير من هؤلاء بالفعل بزيارة مكتبي، ولا يزالون، طلبا للمساعدة، وقد حاولت مرارا اغراءهم بالمال الوفير لقاء اطلاعي على جوازات سفرهم الاصلية، او حتى رؤية صورها والحصول على نسخ منها، ولكنهم كانوا يكتفون دائما بالاعتذار عن ذلك، ويبرزون بدلا عن ذلك صورا باهتة عن سمة الدخول مشطوب فيها اسم 'الكفيل' الكويتي، اما صور الجواز فكانوا يمسكون بها بقوة بأيديهم، وانا اطلع على اسم من سهل لهم دخول البلاد.
وقد قمت في احدى المرات بوضع مبلغ 7000 الاف دينار نقدا امام اثنين من هؤلاء الطراروة لإغرائهما بأن المال لهما بكامله ان اطلعاني على جوازات سفرهما الاصلية، او حتى صور واضحة عنها، ولكني لم أنجح في ثنيهما عن قرارهما، وهذا يدل على ان وراء الامر 'نفوذا وقوة ومهابة'، وهذه جميعها من مؤشرات وظواهر الجريمة المنظمة، وهنا لا استثني جماعة او اتباع اي مذهب من الامر، فالأموال كثيرة والقلوب الرحيمة والساذجة اكثر.
ان دخول أئمة مساجد وافدين على الخط وتجرؤهم على تزويد هؤلاء المدعين بكتب توصية، كما اظهر تحقيق الزميل مبارك العبدالهادي، سابقة ذات دلالة خطيرة، فما مدى معرفة هؤلاء الائمة والمؤذنين بمدى صدق هؤلاء المدعين او بمشروعية ما يعرضونه من مشاريع دينية؟ من الواضح ان المردود المادي الكبير والسخي هو الذي دفع بمثل هؤلاء وببعض العاملين في جهات اخرى لها سمعتها، لإعطاء هولاء الشحاذين هذه التوصيات.
لقد سئمنا مطالبة وزير الشؤون بالتحرك وفعل شيء، فلا تزال عشرات اللجان الخيرية تعمل بصورة غير قانونية، ومن غير ترخيص او اذن من اي جهة.
وتقوم يوميا بجمع الاموال وصرفها وتجري انتخابات مجالس اداراتها وتتدخل في السياسة، وكل ذلك بفعل ما تحت ايديها من اموال طائلة لا تخضع الى اي حساب او تدقيق، ولهذا نكتفي بمناشدة المواطنين الامتناع عن اعطاء هؤلاء المتسولين، والذين ستزداد اعدادهم مع اقتراب شهر رمضان فلسا واحدا فالمسألة بنظرنا لا تعدو ان تكون نصبا واحتيالا وضحكا على الذقون.
***
ملاحظة: هل يصدق احد ان جمعية الاصلاح، الفرع المحلي للتنظيم العالمي للاخوان المسلمين، تأسست في الكويت عام ،1963 والتي ورثت تركة جمعية الارشاد الاخوانية، والتي نشطت في اواخر اربعينات القرن الماضي، هل يصدق احد ان عدد اعضائها لا يزيد على 108 أعضاء (الف علامة استفهام)؟

الارشيف

Back to Top