صدام الـ VIC

بثت قناة «السي.إن.إن» فيلما وثائقيا عن زيارة قامت بها مراسلة المحطة لزنزانة صدام الانفرادية، وطريقة معيشته فيها وأحداث اللحظات الأخيرة التي سبقت إعدامه، وسبب تسميته بـ «فيك».
عاش صدام أيامه الأخيرة في سجن شيده بنفسه ليقيم فيه معارضوه. وكان حراسه يعتقدون أنه لم يكن يعرف مكان وجوده ولكنهم فوجئوا بأنه كان يعرف ذلك.
وبخلاف الطريقة المتوحشة التي كان يعامل بها معارضيه فقد وفرت له القوات الأميركية زنزانة نظيفة ومريحة نسبيا. احتوت زنزانته على حمام ومغسلة وفراش مرتفع وأجهزة رياضة وحوش صغير وأوان كبيرة لزرع النباتات التي كان يهواها وأدوات كتابة المذكرات وأجهزة طبية لقياس الضغط ودقات القلب والحرارة. كما وفرت كراسي وطاولات للكتابة والجلوس في الحديقة وتدخين سجائره المفضلة.
وفي اليوم الذي علم انه سيعدم فيه قام بالاستحمام بصورة طبيعية وارتدى ملابسه بما في ذلك معطفه الأسود، وودع الحراس، بعد أن سلمهم أوراق مذكراته ومتعلقاته الخاصة، طالبا منهم تسليمها لمحاميه. وطلب ان تبلغ ابنته (وربما يقصد رغد) أنه ذاهب للقاء ربه بضمير مرتاح (!!)
يقول الميجر جنرال ستون الذي رافق المراسلة ان الحراس كانوا في حيرة من الطريقة التي كان عليهم مخاطبة صدام بها، فهل ينادونه بالسيد الرئيس، أم بالرقم الذي يحمله أم باسمه المجرد؟ وعندما لاحظ صدام اتفاقهم على تسميته بـ«فيك» سألهم عن معنى التسمية، فقيل له ان الاسم مكون من الحروف الاستهلالية لـ very important criminal، وتعني «مجرم فائق الأهمية»، فوافق صدام على التسمية!!
ويقول الميجر جنرال ستون أن صدام كان يكتب مذكراته ويصبغ الشعر. وكان حقا خائفا من أن لا ينقل التاريخ ما يعتبره هو حقيقة. وجاءت قصائده ونصوصه التي اطلعت عليها cnn ملأى بالألم والكراهية، ووصفت السماء في الليل و«غياب النجوم والأقمار»، زيادة على تأكيده على أنه رجل أمة، وانه كان يؤمن بما يكتب (!!).
وفي إحدى كتاباته، طالب صدام شعبه بنبذ الكراهية.. والبدء بحياة نظيفة جديدة بقلوب صافية(!!).
وأظهرت الصورة الرسمية الأخيرة التي التقطت لصدام قبل إعدامه أنه كان غاضبا تجاه أمر ما، فقد بدا في تلك الصورة بمعطفه الشهير، وعلى رأسه قبعة عراقية اشتهر أهالي بغداد بارتدائها، أن سبب حنقه يعود الى رغبة السجانين العراقيين على كتابة اسمه على لوحة خلفه عندما كانوا يلتقطون الصورة، لكنهم أخطأوا في كتابته، مما دعا صدام للالتفات نحوهم قائلا «أنا صدام حسين».
نشرت «إيلاف» الالكترونية نص المقابلة، وأوردت أقل من 60 تعليقا عليها، وكانت نسبة كبيرة منها ضد الرئيس العراقي السابق، وبين عدد الردود ونصوص بعضها مدى تدني شعبية الرئيس العراقي السابق. كما بينت مدى الجهل والتخلف والحقد الذي لا يزال يعيش في صدور البعض حتى اليوم، وأنها لا تزال بانتظار ظهور «صدام حسين» آخر!! فنحن أمة لا يمكنها العيش من غير قائد دكتاتوري مستبد ورمز يقود الأمة حتى ولو كان أحمق وجاهلا، وفوق كل ذلك نتوقع منه أن يكون عادلا وإماما!
للإطلاع على نص المقابلة وتعليقات القراء عليها يمكن الرجوع الى الموقع التالي:
http://www.elaph.com/elaphweb/video/2008/3/316259.htm

الارشيف

Back to Top