غزوة أبوزيد العليمي

تقوم الكثير من الجهات المحسوبة على التيارات الدينية باطلاق اشنع الاوصاف والتسميات على البنوك الوطنية التي لا يتسم عملها مع رؤاهم الحزبية الضيقة، حيث تصفها تارة بالربوية وتارة اخرى بغير الاسلامية.
ولو قمنا حقيقة بالتدقيق في عمل هذه المصارف، وادوارها الاجتماعية والاقتصادية والاخلاقية طوال اكثر من نصف قرن، لوجدنا ان انشطتها كانت تتسم بقدر كبير من الاخلاقية والشعور بالمسؤولية تجاه المجتمع ككل.
اقول ذلك من خلال تجربة مصرفية شخصية بدأت من منتصف ستينات القرن الماضي وحتى ما قبل سنوات، حيث يمكنني القول ان المصارف الوطنية، غير المرتبطة بأي جهات حزبية دينية او ما شابه ذلك، قامت بدور فعال في تنمية الاقتصاد وفي النشاط الاجتماعي، وكانت سياساتها بشكل عام متسامحة مع المدينين، وكان لا يخلو اجتماع لمجلس ادارتها من طلب لالغاء دين هنا او التساهل في السداد مع مدين هناك، كما كانت تصرف مبالغ كبيرة على العديد من الانشطة الاجتماعية الفعالة، ودور البنك الوطني بالذات في تقديم ودعم العديد من الانشطة التعليمية والصحية والاجتماعية يستحق الاشادة حقا.
ولو قمنا بشكل عام بجرد ما قامت هذه البنوك بصرفه على الصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية، لوجدناه يفوق بمراحل الهدف الاصلي الذي هدفت الجمعيات الخيرية الى القيام به، فليست هناك حقيقة على ارض الواقع، وبعد مرور اكثر من 60 عاماً على انشاء جمعية الارشاد، (الفرع المحلي لـ«الاخوان المسلمين» التابع لاخوان مصر وقتها، التي تم تغيير اسمها الى «جمعية الاصلاح الاجتماعي» في مرحلة تالية والتي تطور نشاطها بعد التحرير وتمت تسمية فرعها السياسي بـ«الحركة الدستورية»، نأيا بها عن التنظيم العالمي للاخوان المسلمين وموقفهم المسيء والمخجل من تحرير الكويت من الاحتلال العراقي)، فليس هناك ما يثبت ان نسبة ملموسة، او حتى غير ذلك، من مليارات الدولارات التي تمكنت هذه الجمعيات من جمعها من خلال فروعها القانونية وغير القانونية التي تجاوز عددها المائة والخمسين جمعية ولجنة، قد صرف داخل الكويت بشكل يستحق الذكر او الاشادة، ان كان في المجالات الصحية او التعليم او الخدمة الاجتماعية، فكل ما سمعناه طوال عقود هو القول ان هذه الجمعيات تقوم بتقديم مساعدات مالية لبعض الاسر المتعففة، وما اكثر ما اقترف من جرم باسم هذه الاسر المتعففة!
نقول ذلك لمواجهة الحملة غير العادلة التي تتعرض لها مصارفنا الوطنية من قبل بعض الكتاب المنتمين الى جهات معروفة بتطرفها الديني، علما بانه ليست لنا اي مصلحة مادية او غير ذلك، ولو بسهم واحد، مع اي مصرف كان في الكويت.

• ملاحظة: في العالم الخارجي، حيث لكل شيء قيمة، يعتبر الانترنت، بمحركات بحثه، العقل الثاني لملايين مستخدمي هذه الخدمة، فعن طريق محركات «غوغل» و «ياهو» تمكن معرفة اي شيء وقراءة اي بحث أو كتاب والاستزادة من اي موضوع او سلعة او شخصية خلال دقائق معدودة من خلال شاشة الكمبيوتر البيضاء، وحيث ان بياض الشاشة ناتج عن طاقة كهربائية محددة، ومن اجل توفير الطاقة المستهلكة من خلال مئات ملايين الشاشات المستخدمة في اي ساعة من اليوم، قامت شركة غوغل بتطوير شاشة سوداء بديلة اقل استهلاكا للطاقة بشكل كبير، التي سينتج عند انتشار استخدامها توفير ملايين ساعات الميغاوات سنويا.
يمكن الوصول الى هذه الخدمة عن طريق www.blackle.com
اما نحن فقد قمنا باختيار مجموعة كبيرة للقيام بالتشريع لنا، وكلفنا احدهم بترشيد الكهرباء فقام بصرف عشرات ملايين الدنانير على حملة ترشيد، نتج عنها توفير ملايين مماثلة في تكلفة الطاقة، وكأنك يا بوزيد ما غزيت!

الارشيف

Back to Top