الصداقة.. ومبادرة جمعية إنسان الخيرية

سبق أن أصدرت وزارة الشؤون الاجتماعية قراراً وزارياً عام 2019 بإشهار «جمعية إنسان الخيرية»، بهدف الإسهام في إقامة الدروس والمحاضرات التي تدعو إلى التمسك بالفضيلة والأخلاق الحميدة ونشر الدين عبر الوسائل والتقنيات المتنوعة ووسائل الإعلام داخل الكويت، وتقديم المساعدات المالية والعينية لكفالة الطلاب والطالبات داخل الكويت وخارجها، وتيسير السبل للمتبرعين في دعم المحتاجين بأموال الزكاة والصدقات والهبات والتبرعات داخل الكويت وخارجها، وتقديم الخدمات الإغاثية والمعونات الإنسانية الطبية والمعيشية والتعليمية ورعاية الأيتام والأرامل في مناطق الكوارث خارج الكويت، وأهداف تأسيسها شبه مكررة، ولا تختلف عن أهداف بقية الجمعيات.
***
بالرغم من هدف تأسيس الجمعية النبيل، وعدم اختلافه كثيراً عن أهداف بقية الجمعيات الخيرية، فإنني فوجئت بقيامها، أو من ينوب عنها، بنشر رسالة «دعائية» تعلن فيها أنها «أول» جمعية خيرية في الكويت لا تأخذ من أموال المتبرعين «للعاملين» عليها!

ثم تبعت ذلك مقابلة مع محطة إذاعية تبث عن طريق اليوتيوب، صرح فيها رئيس الجمعية أنها أول جمعية في الكويت لا تأخذ شيئاً من أموال المتبرعين، وهذا الادعاء بالرغم من أنه جميل فإنه يخالف الحقيقة. فجمعية الصداقة الإنسانية، الخيرية التي أشهرت في أبريل 2018، هي أول جمعية أعلنت في كل مراسلاتها وموقعها وكتبها أنها لا تقوم باستقطاع «أية مبالغ» من أموال التبرعات «للقائمين عليها».

كما تمتاز «جمعية الصداقة الإنسانية» فوق ذلك بمزايا فريدة أخرى، فأعضاء مجلس إدارتها ومؤسسوها هم أكبر المتبرعين لها، وبينهم سيدات وآنسات عرف عنهن حب الخير والنشاط الاجتماعي الوطني.

كما تمتاز جمعية الصداقة بتفردها بنوعية الفئات التي تقدم المساعدات لها، والتي لا تلقى غالباً اهتماماً كافياً من الجمعيات الأخرى.

كما تمتاز وتنفرد «جمعية الصداقة» بكونها الجمعية الخيرية الوحيدة، التي تقوم بنشر ميزانياتها السنوية في الصحف اليومية، وفوق ذلك تقوم، وبشفافية كاملة، بنشر كل مبالغ التبرعات التي تتلقاها وأسماء الجهات التي تبرعت بها على موقعها الإلكتروني khfsolidarity.org.

إن ملاحظتنا فيما يتعلق بأسبقية جمعية الصداقة في الإعلان عن عدم استقطاعها لأية مبالغ من أموال التبرعات للقائمين عليها، يجب ألا يفهم منه الانتقاص من أهمية ما أعلنته «جمعية إنسان الخيرية»، بل فقط لوضع الأمور في نصابها من جهة، وللإشادة بإعلان الجمعية، وحث بقية الجمعيات الخيرية على الاقتداء بنا وبهم، ووقف نسب الاستقطاع غير المعقولة من أموال التبرعات «للقائمين عليها»، والتي تتضاعف أحيانا مع تحويل التبرعات لجمعيات «تابعة لها» في الخارج لصرفها على المحتاجين، فتقوم تلك بدورها باستقطاع نسبة كبيرة أخرى من التبرعات!

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top