المساجد وعقوق الوالدين..!

تبين الأعداد غير المعقولة لدور العبادة، خاصة التي شيدت أخيرا في مناطق السكن الجديدة، اننا أمة مؤمنة حتى النخاع، ولكن بالتمعّن قليلا في الأمر نجد أن الغالبية أصحاب مظاهر وليس مخابر.
***
نشر تقرير في القبس قبل أيام تعلق بمأساة قديمة مستمرة، وتمثل تناقضا محزنا بين كل مظاهر التدين التي نراها، ومختلف صور الجحود اتجاه الوالدين وكبار السن التي نراها في أروقة المستشفيات، والتي تتمثل بظاهرة المسنين المنسيين، من أجانب ومواطنين، الذين يكلفون الدولة الملايين، ويشكل وجودهم ضغطا غير مبرر على أسرّة المستشفيات وعلى الخدمة التمريضية، وخاصة مع تفاقم الوضع الصحي، والذين بغير حاجة لعلاج، ويتطلب الأمر خروجهم من المستشفى، ولكن «أهاليهم» يرفضون ذلك بمختلف الحجج. كما يرفضون فكرة تحويلهم لدور رعاية المسنين، لاعتقادهم أن ذلك يظهرهم كعاقين! وان الحل الأفضل لهم هو في بقاء والدهم أو والدتهم في المستشفى.

 وحيث ان الأنظمة والأمور الإنسانية لا تسمح بطردهم، خاصة أن أعدادهم بالمئات، فإنهم سيبقون في غرفهم، وأجنحتهم حتى يأتي أجلهم، وهذا ليس من الإنسانية ولا من العدل.
***
ظلم ذوي القربي الذي تسبب في إهمال أو نسيان هؤلاء في المستشفيات يقابله وجود أعداد متزايدة من المرضى الوافدين، الذين لا حاجة أيضا لوجودهم في المستشفى، ولكن لا أسرهم (إن وجدت) ولا سفارات دولهم تريد تسلمهم، وترحيلهم، وغالبية هؤلاء بحاجة لنقل «طبي» لدولهم ولمرافقين وتذاكر سفر، هذا غير تسوية أمورهم المالية مع المستشفى ومع وزارة الداخلية، بشأن الإقامة.

لحل مشكلة المواطنين والمقيمين، وتخفيف الضغط عن الأطقم الطبية والتمريضية، وتوفير غرف وأسرّة لمرضى أكثر حاجة لها، من الضروري العمل على نقل المواطنين لدور رعاية لائقة بهم، حتى لو كانت فنادق مميزة، بدلا من مكوثهم في المستشفيات في هذه الظروف، فتكلفة وجودهم فيها أعلى بكثير من نقلهم لأية جهة أخرى.

أما الاطفال المنسيون، عمدا، الذين يعانون اعاقات جسدية، ويرفض ذووهم تسلمهم، فيجب نقلهم لدور رعاية المعاقين، الأكثر ملاءمة لظروفهم، بدلا من احتلالهم غرف مستشفيات عليها طلب كبير.

يتبقى المرضى المنسيون من المقيمين، الذين يمكن بتضافر جهود «جمعية الصداقة الإنسانية» مع أصحاب القلوب الرحيمة من المحسنين، المساهمة في ترحيلهم لأوطانهم، خاصة أن لا جهة حكومية على استعداد للقيام بهذه المهمة.

للراغبين في التعاون مع جمعية الصداقة لترحيل هؤلاء، يمكن الاتصال بنا، أو بالسيدة سحر عطية، سكرتيرة الجمعية، هاتف 97354921.

أحمد الصراف
a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top