كارثة هيئة طباعة القرآن

لم تتعرض هيئة حكومية للنقد والتشهير وإحالة كبار موظفيها للنيابة، كما حدث مع الهيئة العامة للعناية بطباعة ونشر القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومها. فبالرغم من مرور 3650 يوما تقريبا على إنشائها إلا أنها فشلت في طباعة نسخة واحدة من المصحف، وهو هدفها الأساسي، وضاعت عشرات ملايين الدنانير على الرواتب ومكافآت اللجان، وتكاليف السفر والفحص والإشراف، ودراسة شراء مطابع وغير ذلك، ولينتهي الأمر بعد عشر سنوات، وتغيير قيادات وإحالات للنيابة وشبهة اختلاسات إلى...... لا شيء! وأكبر دليل على صحة أعلاه ما صرح به قبل ايام السيد فهد الديحاني، المدير العام الثالث أو الرابع للهيئة، للصحافة من أنه طالب، أو تم تخصيص، مبلغ 14 مليون دينار، لإنشاء «مطبعة الكويت الكبرى» لطباعة القرآن، على أرض مساحتها 27 ألف متر مربع!

***

السيد الديحاني تم تعيينه قبل سنتين، ولا أعتقد أنه قام بالكثير، وأثارني، كما اثار غيري، تصريحه في الوقت الذي تعاني الدولة الشح في مواردها، علما بأنني أمتلك مطبعة بإمكانها طباعة عشرات آلاف النسخ، من أي كتاب، دون وقوع خطأ مطبعي واحد، حتى لو تجاوز عدد كلمات الكتاب عشرة ملايين كلمة، طالما كان النص مكتوبا بعناية على فلاش ذاكرة flash memory. ومساحة المطبعة 1000 م2، وثمن آلاتها بحدود 500 ألف دينار! فما الحاجة لصرف مبلغ 14 مليونا، وتخصيص مساحة 27 ألف متر، ولدى الحكومة مطبعة كبرى عظيمة كفيلة بتوفير كل احتياجات الهيئة. كما ان الأرض التي يطالب بها السيد الديحاني تكفي لبناء مجمع جميل يمكن أن يوفر السكن اللائق لآلاف الأسر الكويتية.

***

تزامنا مع تصريح الأخ الديحاني، وردتني مكالمة في نفس الأسبوع من جمعية «بيت الإيمان»، وهي لا شك جهة مشهرة، ولها موقع إلكتروني وانستغرام، ولدي كل أرقام هواتفها، عرضت فيه المتصلة علي شخصيا شراء أي عدد من نسخ القرآن بسعر دينار للنسخة، وإهداءها لمن أرغب، وسيقومون بتوصيل النسخ لداخل وخارج الكويت مجانا، مع الاهداء(!!!).

***

فإذا كان بإمكان جمعية كويتية توفير نسخ قرآن بهذا الثمن، فلم لا تشتري منها الحكومة حاجتها، بسعر خصم مجز، وتوفير عشرات لا بل مئات ملايين الدنانير لبناء وإدارة مجمع ضخم، وجيش من الموظفين، في الوقت الذي لم تقصر فيه السعودية بتزويدنا بكل احتياجاتنا من نسخ القرآن الكريم المصدق عليها. كما أن هيئة الديحاني نفسها سبق أن قامت قبل فترة بشراء 70 ألف نسخة من القرآن من مؤسسة في الإمارات!!

*** 

نتمنى من وزير الأوقاف الجديد، معالي عيسى الكندري، التدخل ووقف هذا التسيب، وإلغاء الهيئة، والاستمرار في الاعتماد على مطابع الشقيقات في الحصول على حاجتنا من نسخ المصحف، ووقف هذا الصراع الحزبي على جهة لم نر منها يوما أي منفعة حقيقية.

أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top