لماذا يشكك البعض في العمل

بعد سنوات من الاستفراد بالساحة الخيرية واستمرار عبث البعض منهم الذي لا ينتهي إلا ليبدأ من جديد في الموسم التالي، وبعد انكشاف حقيقة من يقفون وراء غالبية الجمعيات الخيرية، والفشل الذريع الذي منيت به حملة «فزعة للكويت»، انبرى اتحادها، المعروف بـ«ديوان السبيل»، وكلف رئيس جمعية خيرية ليقوم بمهمة الدفاع عن «منجزات» حملة فزعة للكويت، وكيف أن ما جمع تم صرفه بطريقة صحيحة، فوقع المدافع في أخطاء لا عد ولا حصر لها وليختم دفاعه بجملة مضحكة ضيعت كل جهوده وجهود ديوان السبيل حيث ذكر: كلما زاد التشكيك بالعمل الخيري زادت التبرعات وزادت ثقة الناس بالجمعيات! وعليه نتساءل لماذا كل هذا الغضب إذا كان التشكيك يزيدكم ثراء وقوة؟

***

من أكثر الأكاذيب التي يلجأ لها المدافعون عن بعض العاملين في بعض الجمعيات الخيرية وانتقاد ممارساتهم الخاطئة القول إنهم يشككون في العمل الخيري، وهذا ما لم الاحظه شخصيا. فمن يشكك في العمل الخيري جاهل، ولو كنت أحدهم لجهلت مثلهم، فأنا جزء من العمل الخيري، ولم أطالب أو يطالب غيري بوقف هذا النشاط، فهذا كذب يراد به إيهام البعض بأن كل من «ينتقد» و«ينبه» و«يحذر» من تصرفات بعض العاملين في هذا النشاط (وأنا منهم منذ ثلاثين عاماً) فإنه بالتالي يشكك بمجمل النشاط الخيري، وهذا غير صحيح. وعندما يصدر تصريح من وزير الشؤون الإسلامية السعودي بأنه شكل لجنة لمراقبة أعمال 200 جمعية خيرية فوجد ان 22 منها ليس لها وجود على أرض الواقع، ومع ذلك مستمرة في استقطاب الأموال، وأنه وجد مقار بعضها لا يزيد على محل صغير في محطة وقود، وعملياتها المالية واحتيالها على المتبرعين مستمرة! فهل يعتبر كلامه تشكيكا في العمل الخيري؟ أم صدر لمصلحة العمل الخيري؟ أنا شخصيا أرحب بأي نقد يؤدي لتنظيف الساحة من الطفيليين والدخلاء، وطالما أنني لم اسرق فلا خوف من الرقابة، المسبقة واللاحقة. وعندما تقوم جمعيات «خيرية» بالإعلان عن حملات «بملايين الدنانير» لسقاية واطعام جياع افريقيا، في الوقت الذي يوجد بيننا مئات آلاف الجائعين في مراكز الإيواء وعشرات العمارات المحاصرة غير سكان الجليب وغيرها من المناطق التي بحاجة ماسة للطعام، فهل يجوز جمع الملايين وتوزيعها على جياع أفريقيا، علما بأن لا دولة افريقية أعلنت حتى اليوم عن وجود مجاعة فيها، فهل المطالبة بتوجيه تلك التبرعات للداخل تعتبر تشكيكا أم انتقادا لحملة خاطئة، هدفا وتوقيتا؟ وماذا عن رئيس جمعية خيرية حكم عليه بالسجن في قضية أخلاقية، فهل الحديث عنه، أو إصدار حكم الإدانة عليه هو أيضا نوع من التشكيك في العمل الخيري؟ لقد سئمنا من تكرار الكتابة في موضوع بديهي، فمن يرفض التدقيق على عمله ويطالب بحصانة ضد أي مساءلة لا يضمر أي نوايا طيبة وهؤلاء يجب الحذر منهم. وبالتالي، على المشرفين على حملة «فزعة للكويت»، التي سبق أن وصفت بالفاشلة ودار لغط كبير حول الطريقة التي تم التصرف بما جمعته من أموال، وقف التهريج والترويج لوجود من يشكك في العمل الخيري، فهذا ليس في مصلحة اي جهة. وعلى شبه الناطق باسم حملة «فزعة للكويت»، السيد خالد الصبيحي، رئيس جمعية «التميز الإنساني»، أن يدلنا على من قام بالتشكيك في العمل الخيري، لكي نقف معه في الخندق نفسه، فمثل هذه التصريحات والادعاءات تضرّنا جميعا. أحمد الصراف

a.alsarraf@alqabas.com.kw

الارشيف

Back to Top